الاعاقة العقلية تعريفها أنواعها كيفية التعامل طرائق تدريسها pdf

specialegypt
الصفحة الرئيسية

الاعاقة العقلية المفهوم والتصنيف وطرق التعامل والتدريس

تُعتبر الإعاقة العقلية من الظواهر المنتشرة عبر العصور، حيث يكاد لا يوجد مجتمع خالٍ منها. إنها ظاهرة بشرية طبيعية تتطلب التعامل الإيجابي من المجتمع المحيط بأفراد ذوي الإعاقة العقلية.

يحتاج الأشخاص ذوو الإعاقة العقلية إلى اهتمام ورعاية خاصة في جميع المجالات لاسيما التدريس والتعلم، بنفس القدر الذي يتم فيه التعامل مع الأشخاص العاديين، لكي يكونوا قادرين على التكيّف مع متطلبات الحياة بناءً على إمكانياتهم وقدراتهم.

الاعاقة العقلية المفهوم والتصنيف وطرق التعامل والتدريس


تعريف الاعاقة العقلية

تعد الإعاقة العقلية موضوعًا يجمع بين اهتمامات عدة مجالات علمية ومعرفية، مثل التربية والطب والقانون وغيرها.

بدأ التعريف الطبي كأحد أقدم التعريفات التي حاولت تفسير الإعاقة العقلية. كان الأطباء من بين أولئك الذين اهتموا بتعريف الإعاقة العقلية وتشخيصها.

وركز التعريف الطبي بشكل أساسي على أسباب الإعاقة العقلية، سواء حدثت قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها.

ومع ذلك، أغفل الجانب الطبي بعض الجوانب الأخرى مثل الجانب التربوي والاجتماعي، مما أدى إلى ظهور تعريفات أخرى للإعاقة العقلية.

ثم جاء التعريف السيكومتري كاستجابة للانتقادات التي وجهت للتعريف الطبي، حيث لم يكن يصف الإعاقة العقلية بشكل دقيق ولم يحدد بشكل كمي نسب الذكاء.

التعريف السيكومتري ركز على الجوانب النفسية والخصائص الفكرية للأشخاص ذوي الإعاقة العقلية. يعتمد التعريف السيكومتري على استخدام نسب الذكاء التي تقل عن 70، أي أنها تقل بمقدار انحرافين معياريين عن متوسط الذكاء.

ظهر أيضًا التعريف الاجتماعي نتيجة للانتقادات الموجهة إلى اختبارات مثل اختبار ستانفورد بينيه واختبار وكسلر، وتأثرها بالعوامل العرقية والثقافية والعقلية والاجتماعية.

ظهرت في هذا السياق مقاييس اجتماعية تقيس مدى نجاح الشخص وتفاعله في مجتمعه، ويركز التعريف الاجتماعي على قدرة الشخص على التكيف مع متطلبات المجتمع المتوقعة منه مقارنة بأقرانه في نفس الفئة العمرية.

وبناءً على ذلك، يعتبر الشخص ذو الإعاقة العقلية إذا فشل في تلبية متطلبات المجتمع. وتختلف المتطلبات الاجتماعية وفقًا لمرحلة العمر، ويستخدم مصطلح السلوك التكيفي للإشارة إلى مدى استجابة الشخص للمتطلبات الاجتماعية.

أما التعريف التربوي، فقد ركز على قدرة الشخص على التعلم ومستوى تحصيله الدراسي. ويُعرف الأشخاص ذوو الإعاقة العقلية من الناحية التربوية بأنهم الأشخاص الذين يعانون من تدنٍّ وقصور واضح في القدرة على التعلم والتكيّف مع متطلبات المجتمع.

ويكون لديهم صعوبة في التوافق مع الآخرين وعدم قدرتهم على تحمل مسؤولية أنفسهم، وقد يواجهون صعوبة في متابعة برامج التعليم في المدارس العادية.

وسوف نستعرض بعض التعريفات الحديثة للإعاقة العقلية:

"يُستخدم مصطلح الإعاقة العقلية عندما تؤثر الوظائف العقلية في تدني بعض المهارات، مثل، العناية بالذات، والتواصل، وبطء في التَّعلُّم، ويكون نمو الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية بشكل عام أقل من أقرانهم. فالأشخاص ذوو الإعاقة العقلية قد يحتاجون إلى وقت أطول عن أقرانهم من أجل التعلم أو التحدث، أو العناية بالذات، مثل، ارتداء الملابس أو تناول الطعام، ومعظم الأشخاص من ذوي الإعاقة العقلية يستطيعون أن يتعلموا العديد من المهارات؛ لكن الأمر يتطلب المزيد من الجهد والوقت مقارنة بأقرانهم" (الجلامدة، 2017).

كما عرفها (الهجان،2021) بأنهم "هم الأطفال الذين يقل مستوى نموهم العقلي عن النسبة الطبيعية، وتتراوح نسبة ذكائهم ما بين 50-70) درجة، وعمرهم العقلي ما بين (4-7) سنوات، ولديهم عجز في مظهر أو مظهرين من مظاهر السلوك التكيفي،والتي تجعلهم عاجزين عن التكيف مع أنفسهم أو مع البيئة المحيطة بهم في المؤسسات والجمعيات الأهلية التي تهتم بالأطفال المعاقين عقليا".

عرفت الجمعية الأمريكية للإعاقات الفكرية والتطورية الإعاقة العقلية فى عام 2021 على النحو التالى: "انخفاض واضح في الأداء العقلي دون المتوسط بدرجة ذكاء (70 إلى 75 وأقل)، ويصاحبهما قصور في اثنتين أو أكثر من مهارات السلوك التكيّفي، التي تتمثّل في مجموعة من المهارات المفاهيمية (كاللغة والقراءة، والكتابة، ومفاهيم العد كالوقت والأرقام)، والمهارات الاجتماعية (كالتعامل مع الآخرين، والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، والقدرة على اتباع القوانين، والقدرة على حلّ المشكلات)، والمهارات العملية (كأنشطة الحياة اليومية، والعناية الذاتية)، الرعاية الشخصية والصحية، والمهارات المهنية، واستخدام النقود والهاتف، وتظهر هذه الإعاقة قبل سن الثانية والعشرين"(AAIDD,2021).

كما يرى (عواد،2022) بأنهم "الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النمو العقلي و يختلفون عن أقرانهم بشكل جذري وملحوظ سواء كانت بالمهارات المعرفية أو السلوكية أو الأكاديمية، وهم أيضا الذين يحتاجون إلى معاملة واستراتيجيات خاصة أثناء تعليمهم".

ومن خلال استعراض هذه التعريفات يمكن تعريف الإعاقة العقلية بأنها:

"اضطراب يؤثر على الوظائف العقلية الأساسية للفرد، مما ينتج عنه تدني في بعض المهارات مثل العناية بالذات، والتواصل، والتعلم. يتميز الأفراد المصابون بالإعاقة العقلية بنمو عقلي أبطأ من الأفراد الأقران، مما يتطلب منهم جهدًا إضافيًا ووقتًا أطول لتحقيق التقدم في المهارات المختلفة. يظهر هذا النوع من الإعاقة في مراحل مبكرة من الحياة، ويصاحبه قصور في مجموعة من مهارات السلوك التكييفية الأساسية، مثل المهارات اللغوية، والاجتماعية، والحياتية. تتطلب الإعاقة العقلية معاملة مخصصة واستراتيجيات خاصة أثناء التعليم والتأهيل، نظرًا لاختلاف احتياجات الأفراد المصابين بها عن احتياجات أفراد غيرهم في المجتمع".

تصنيف الاعاقة العقلية

لقد اختلفت وتنوعت أنواع الاعاقة العقلية وتصنيفاتها ومنها ما يلى:

حسب الشكل الخارجي:

متلازمة داون:

يتميز أصحابها بوجه مستدير ومسطح، عيون ضيقة، أنوف صغيرة، قصر القامة، قصر أصابع اليدين.

القماءة:

 قصر القامة (أقل من 80 سم) مع تدني القدرة العقلية.

صغر حجم الدماغ:

محيط الرأس صغير (20 سم ± 5)، شكل الجمجمة مثلث معكوس، نقص في القدرة العقلية.

كبر حجم الدماغ:

محيط الرأس كبير (40 سم ± 5)، شكل الجمجمة مربع، نقص في القدرة العقلية، صعوبات في المهارات الحركية.

استسقاء الدماغ:

كبر حجم الرأس والجمجمة (40 سم ± 5)، نقص في القدرة العقلية، صعوبات في المهارات الحركية.

حسب نسبة الذكاء:

الإعاقة الفكرية البسيطة (55-70 درجة):

  • خصائص جسمية طبيعية تقريبًا.
  • مهارات اجتماعية شبيهة بالأشخاص العاديين.
  • يتعلمون مهارات أكاديمية أساسية.
  • صعوبات في التعليم المجرد.
  • مكانهم التربوي: مدارس عادية.

الإعاقة الفكرية المتوسطة (40-55 درجة):

  • مشكلات في النمو الجسمي (مهارات حركية، طول، وزن).
  • مشكلات في السلوك التكيفي (مهارات الحياة اليومية، مهارات اجتماعية).
  • صعوبات في تعلّم المهارات الأكاديمية الأساسية.
  • مكانهم التربوي: مراكز التربية الخاصة النهارية أو صفوف خاصة في المدارس العادية.

الإعاقة الفكرية الشديدة (أقل من 40 درجة):

  • لا يستطيعون تعلّم أي مهارات أكاديمية.
  • مشكلات صحية متعددة.
  • تعدد الإعاقات.
  • افتقار إلى مهارات اجتماعية ولغوية.
  • مكانهم التربوي: مراكز الإقامة الدائمة.

حسب البعد التربوي:

القابلون للتعليم (70-55 درجة):

  • يتعلمون بدرجة بسيطة مع توفير خدمات تربوية خاصة.
  • حد أدنى: تعليم في مؤسسات خاصة.
  • حد أقصى: تعليم في مدارس عادية (بطء في التعلم).
  • يتعلمون مهارات أكاديمية أساسية.
  • قصور لغوي واضح.
  • اكتساب مهارات القراءة والكتابة والحساب قبل سن 8-11 سنة.

القابلون للتدريب (55-40 درجة):

  • غير قادرين على تعلّم المهارات الأكاديمية إلا بقدر بسيط جدًا.
  • تعليمهم حتى الصف الأول الابتدائي.
  • تدريب على مهارات: العناية بالذات، مهارات اجتماعية، أعمال يدوية بسيطة.
  • معرفة الأشياء واستعمالاتها وتسميتها.
  • مشكلات في النطق.
  • حصيلة لغوية ضئيلة.
  • لا يتحملون مسؤولية كاملة.
  • يحتاجون إلى العمل تحت إشراف.

الاعتماديون (أقل من 40 درجة):

  • عاجزون عن العناية بأنفسهم، واتكاليون على غيرهم مدى الحياة.
  • نمو عقلي لا يتجاوز 3 سنوات.
  • مهارات معرفية ولغوية شبه معدومة.
  • صعوبة في تعلّم مهارات أكاديمية أو مهنية.
  • تعلم بعض مهارات الحياة اليومية (نظافة، غذاء) بشكل جزئي.
  • عاجزون عن الاعتماد على أنفسهم.
  • ايداعهم في مراكز الإيواء الخاصة.

حسب مستويات الدعم:

خدمات الدعم المتقطّع:

  • دعم بسيط ومتقطّع.
  • لفترة زمنية قصيرة.
  • قد يكون مكثّفًا أو غير مكثّف حسب الحاجة.

خدمات الدعم المحدود:

  • دعم محدد بفترة زمنية معينة.
  • ليس ذا طابع متقطّع.

خدمات الدعم المكثّف:

  • منتظمة وبشكل يومي.
  • يُقدّم في أماكن مختلفة (المنزل، العمل).
  • لا يرتبط بفترة زمنية معينة.
  • طويل الأمد.

خدمات الدعم الدائم:

  • ثابتة ومكثفة ومستمرة لفترة زمنية طويلة.
  • يُقدّم في أماكن مختلفة.

والجدول التالى يوضح تصنيف الإعاقة العقلية وفقا لمستوى الدعم

 

تصنيف الاعاقة العقلية

كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية

التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية يتطلب فهمًا واحترامًا لاحتياجاتهم الفريدة والتفاعل معهم بطريقة ملائمة ومحترمة. وهذه بعض النصائح حول كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية بشكل فعّال:

  1.  يجب دائمًا معاملة الأفراد ذوي الإعاقة العقلية بالاحترام ولطف، وتقدير كرامتهم كأشخاص يمتلكون قدرات وأحاسيس.
  2.  ينبغي استخدام لغة بسيطة وواضحة عند التحدث معهم، والاستماع بعناية لتفهم احتياجاتهم ومشاكلهم.
  3. يمكن تقديم الدعم والمساعدة في أداء مهامهم اليومية، دون الإفراط في تقديم المساعدة التي قد تؤثر على استقلاليتهم.
  4.  يتطلب التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية التفهم والصبر، خاصة عندما يحتاجون إلى وقت إضافي لفهم المواضيع أو إكمال المهام.
  5.  يجب تقديم الفرص المتكافئة في التعليم والتدريب والعمل، ودعمهم في تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
  6.  يجب تشجيع الاندماج المجتمعي من خلال توفير الفرص للمشاركة في الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية.
  7.  ينبغي على المجتمع والأفراد تعلم كيفية التعامل معهم من خلال التوعية والتدريب المستمر.
  8.  يجب تقديم الدعم النفسي والعاطفي لهم وأسرهم لتعزيز رفاهيتهم الشخصية والاجتماعية.

طرق تدريس الإعاقة العقلية

يمكن تقسيم طرق تدريس الإعاقة العقلية إلى عدة مبادئ واستراتيجيات تعليمية، وفيما يلي بعض الطرق المشتركة في تدريس الأفراد ذوي الإعاقة العقلية:

التدريس المبسط:

يتم تبسيط المفاهيم والمهارات التعليمية لتكون مناسبة لمستوى الفهم العقلي للطلاب؛ حيث يتم تقديم المعلومات بشكل مبسط وواضح باستخدام لغة بسيطة وتوضيحات مرئية.

التعديل والتكييف

يشمل تعديل المناهج والمواد التعليمية لتناسب احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة العقلية، من خلال تعديل مستوى الصعوبة وتقديم دعم إضافي للفهم والمشاركة.

التعلم العملي

من خلال توفير الأنشطة والمشروعات التي تساعد الطلاب على تطبيق المفاهيم والمهارات في سياقات واقعية.

التعلم التعاوني

يتم تشجيع التعاون والتفاعل بين الطلاب من خلال العمل الجماعي والمشاركة في المجموعات الصغيرة؛ حيث يتم تعزيز مهارات التواصل والتعاون وحل المشكلات من خلال التفاعل مع الآخرين.

استخدام الوسائل التعليمية المرئية

يعتمد على استخدام الصور والرسوم التوضيحية والمواد المرئية الأخرى لتسهيل فهم المفاهيم. ويمكن استخدام الرسوم المتحركة والفيديو لتوضيح المفاهيم وتعزيز المشاركة.

التشجيع والتعزيز

يتم استخدام التشجيع والمكافآت لتعزيز التحفيز وتعزيز الإنجازات الأكاديمية والسلوكية للطلاب ذوي الإعاقة العقلية.

الاستراتيجيات الذكية

تستخدم استراتيجيات خاصة تستهدف تطوير المهارات العقلية والتفكير الاستدلالي وحل المشكلات. ويمكن تدريب الطلاب على استخدام أدوات مثل الخرائط الذهنية وغيرها.


المصادر والمراجع

الجلامدة، فوزية. (2017). استراتيجيات تعليم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية. دار المسيرة.عواد، شروق محمود موسى.(2022). أثر الألعاب الرقمية على تنمية المهارات المعرفية للأطفال من ذوي الإعاقة العقلية في مراكز التربية الخاصة في عمان. رسالة ماجستير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم التربية الخاصة وتكنولوجيا التعليم كلية العلوم التربوية جامعة الشرق الأوسط.

الهجان، محمد. (2021) الدلالات الشكلية المميزة لرسوم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية. دراسات في الطفولة والتربية 17(17)، 335-380

American Association on Intellectual and Developmental Disabilities. [AAIDD] 2021. https://www.aaidd.org

 

للاستشهاد بهذا البحث وفقا لنظام التوثيق APA 7 قم بنسخ البيانات التالية:

الأكاديمية المصرية للتربية الخاصة. (2024). الاعاقة العقلية تعريفها، أنواعها، كيفية التعامل، طرائق تدريسها. اطلع عليه في 2024، من موقع الأكاديمية المصرية للتربية الخاصة: https://www.specialegypt.com/2024/04/mental-handicap.html

لتحميل الملف بصيغة pdf من هنا 

google-playkhamsatmostaqltradent