الاعاقة العقلية المفهوم والتصنيف وطرق التعامل والتدريس
اخر تحديث 28 مايو 2025
الإعاقة العقلية تمثل تحديًا إنسانيًا واجتماعيًا مستمرًا يؤثر على حياة ملايين الأشخاص حول العالم. هي حالة تتسم بتأخر في الوظائف الذهنية والمهارات الحياتية، مما يستلزم فهماً دقيقاً من المجتمع وأطرافه المختلفة لتوفير الدعم والرعاية اللازمة.
في هذا المقال، نستعرض تعريف الإعاقة العقلية من جوانب متعددة، ونوضح تصنيفاتها المختلفة، ونقدم أفضل الطرق للتعامل مع الأفراد ذوي الإعاقة العقلية.
بالإضافة إلى أساليب تدريس فعّالة تساعدهم على تطوير مهاراتهم وتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقلالية والاندماج المجتمعي. هدفنا هو نشر الوعي وتعزيز الفهم لتكوين بيئة أكثر دعمًا وشمولًا لجميع الأفراد.
تعريف الاعاقة العقلية
تعد الإعاقة العقلية موضوعًا يجمع بين اهتمامات عدة مجالات علمية ومعرفية، مثل التربية والطب والقانون وغيرها.
بدأ التعريف الطبي كأحد أقدم التعريفات التي حاولت تفسير الإعاقة العقلية. كان الأطباء من بين أولئك الذين اهتموا بتعريف الإعاقة العقلية وتشخيصها.
وركز التعريف الطبي بشكل أساسي على أسباب الإعاقة العقلية، سواء حدثت قبل الولادة أو أثناءها أو بعدها.
ومع ذلك، أغفل الجانب الطبي بعض الجوانب الأخرى مثل الجانب التربوي والاجتماعي، مما أدى إلى ظهور تعريفات أخرى للإعاقة العقلية.
ثم جاء التعريف السيكومتري كاستجابة للانتقادات التي وجهت للتعريف الطبي، حيث لم يكن يصف الإعاقة العقلية بشكل دقيق ولم يحدد بشكل كمي نسب الذكاء.
التعريف السيكومتري ركز على الجوانب النفسية والخصائص الفكرية للأشخاص ذوي الإعاقة العقلية. يعتمد التعريف السيكومتري على استخدام نسب الذكاء التي تقل عن 70، أي أنها تقل بمقدار انحرافين معياريين عن متوسط الذكاء.
ظهر أيضًا التعريف الاجتماعي نتيجة للانتقادات الموجهة إلى اختبارات مثل اختبار ستانفورد بينيه واختبار وكسلر، وتأثرها بالعوامل العرقية والثقافية والعقلية والاجتماعية.
ظهرت في هذا السياق مقاييس اجتماعية تقيس مدى نجاح الشخص وتفاعله في مجتمعه، ويركز التعريف الاجتماعي على قدرة الشخص على التكيف مع متطلبات المجتمع المتوقعة منه مقارنة بأقرانه في نفس الفئة العمرية.
وبناءً على ذلك، يعتبر الشخص ذو الإعاقة العقلية إذا فشل في تلبية متطلبات المجتمع. وتختلف المتطلبات الاجتماعية وفقًا لمرحلة العمر، ويستخدم مصطلح السلوك التكيفي للإشارة إلى مدى استجابة الشخص للمتطلبات الاجتماعية.
أما التعريف التربوي، فقد ركز على قدرة الشخص على التعلم ومستوى تحصيله الدراسي. ويُعرف الأشخاص ذوو الإعاقة العقلية من الناحية التربوية بأنهم الأشخاص الذين يعانون من تدنٍّ وقصور واضح في القدرة على التعلم والتكيّف مع متطلبات المجتمع.
ويكون لديهم صعوبة في التوافق مع الآخرين وعدم قدرتهم على تحمل مسؤولية أنفسهم، وقد يواجهون صعوبة في متابعة برامج التعليم في المدارس العادية.
وسوف نستعرض بعض التعريفات الحديثة للإعاقة العقلية:
"يُستخدم مصطلح الإعاقة العقلية عندما تؤثر الوظائف العقلية في تدني بعض المهارات، مثل، العناية بالذات، والتواصل، وبطء في التَّعلُّم، ويكون نمو الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية بشكل عام أقل من أقرانهم.
فالأشخاص ذوو الإعاقة العقلية قد يحتاجون إلى وقت أطول عن أقرانهم من أجل التعلم أو التحدث، أو العناية بالذات، مثل، ارتداء الملابس أو تناول الطعام، ومعظم الأشخاص من ذوي الإعاقة العقلية يستطيعون أن يتعلموا العديد من المهارات؛ لكن الأمر يتطلب المزيد من الجهد والوقت مقارنة بأقرانهم" (الجلامدة، 2017).
كما عرفها (الهجان،2021) بأنهم "هم الأطفال الذين يقل مستوى نموهم العقلي عن النسبة الطبيعية، وتتراوح نسبة ذكائهم ما بين 50-70) درجة، وعمرهم العقلي ما بين (4-7) سنوات، ولديهم عجز في مظهر أو مظهرين من مظاهر السلوك التكيفي،والتي تجعلهم عاجزين عن التكيف مع أنفسهم أو مع البيئة المحيطة بهم في المؤسسات والجمعيات الأهلية التي تهتم بالأطفال المعاقين عقليا".
عرفت الجمعية الأمريكية للإعاقات الفكرية والتطورية الإعاقة العقلية فى عام 2021 على النحو التالى: "انخفاض واضح في الأداء العقلي دون المتوسط بدرجة ذكاء (70 إلى 75 وأقل)، ويصاحبهما قصور في اثنتين أو أكثر من مهارات السلوك التكيّفي
التي تتمثّل في مجموعة من المهارات المفاهيمية (كاللغة والقراءة، والكتابة، ومفاهيم العد كالوقت والأرقام)، والمهارات الاجتماعية (كالتعامل مع الآخرين، والإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، والقدرة على اتباع القوانين، والقدرة على حلّ المشكلات)
والمهارات العملية (كأنشطة الحياة اليومية، والعناية الذاتية)، الرعاية الشخصية والصحية، والمهارات المهنية، واستخدام النقود والهاتف، وتظهر هذه الإعاقة قبل سن الثانية والعشرين"(AAIDD,2021).
كما يرى (عواد،2022) بأنهم "الأطفال الذين يعانون من مشاكل في النمو العقلي و يختلفون عن أقرانهم بشكل جذري وملحوظ سواء كانت بالمهارات المعرفية أو السلوكية أو الأكاديمية، وهم أيضا الذين يحتاجون إلى معاملة واستراتيجيات خاصة أثناء تعليمهم".
ومن خلال استعراض هذه التعريفات يمكن تعريف الإعاقة العقلية بأنها:
"اضطراب يؤثر على الوظائف العقلية الأساسية للفرد، مما ينتج عنه تدني في بعض المهارات مثل العناية بالذات، والتواصل، والتعلم. يتميز الأفراد المصابون بالإعاقة العقلية بنمو عقلي أبطأ من الأفراد الأقران، مما يتطلب منهم جهدًا إضافيًا ووقتًا أطول لتحقيق التقدم في المهارات المختلفة.
يظهر هذا النوع من الإعاقة في مراحل مبكرة من الحياة، ويصاحبه قصور في مجموعة من مهارات السلوك التكييفية الأساسية، مثل المهارات اللغوية، والاجتماعية، والحياتية.
تتطلب الإعاقة العقلية معاملة مخصصة واستراتيجيات خاصة أثناء التعليم والتأهيل، نظرًا لاختلاف احتياجات الأفراد المصابين بها عن احتياجات أفراد غيرهم في المجتمع".
تصنيف الاعاقة العقلية
لقد اختلفت وتنوعت أنواع الاعاقة العقلية وتصنيفاتها ومنها ما يلى:
التصنيف حسب الشكل الخارجي:
متلازمة داون Down Syndrome
تتميز هذه الحالة بسمات جسمانية واضحة مثل وجه مستدير ومسطح، عيون ضيقة، أنف مائل، قصر القامة، وقصر أصابع اليدين. تبدأ الحالة غالبًا قبل الولادة وترتبط بزيادة عمر الأم.
الأشخاص المصابون يعانون من نسبة ذكاء منخفضة، مع مشكلات في الشكل الخارجي كصغر حجم الأنف والفم، وعيون ضيقة متجهة عرضيًا، واضطرابات في شكل الأسنان والأصابع.
اضطرابات التمثيل الغذائي:
مثل حالة التمثيل الغذائي الفينيل كيتونوريا (PKU) التي تسبب قصورًا في النمو العقلي بسبب نقص إنزيم معين في الكبد. تترافق مع تغيرات في لون الجلد والشعر، وقد تؤدي إلى تلف عصبي إذا لم تُعالج مبكرًا.
القماءة:
تتسم بقصر طول القامة مقارنةً بالمجموعة العمرية، مع مميزات جسمانية مثل نحافة الجسم وتأخر النمو العضلي.
صغر حجم الدماغ:
حالة يظهر فيها صغر واضح في حجم الجمجمة مقارنةً بالمجموعة العمرية، ويصاحب ذلك ضعف في المهارات الحركية والحسية، وصعوبات بصرية وسمعية.
كبر حجم الدماغ:
يظهر في زيادة حجم الجمجمة مقارنةً بالعمر، مع ظهور أعراض مثل ضعف في المهارات الحركية وتأخر في النمو العقلي.
حالة استسقاء الدماغ:
تتميز بزيادة حجم الجمجمة بسبب تجمع السوائل داخل الدماغ، وتترافق مع أعراض عصبية قد تتطلب علاجًا جراحيًا.
التصنيف النفسي:
يُعتبر التصنيف النفسي من التصنيفات المهمة لذوي الإعاقة الفكرية، حيث يعتمد على نسبة الذكاء والتكيف الاجتماعي. هذا التصنيف تبنته الجمعية الأمريكية للإعاقات الفكرية والتطورية، ويشمل أربع فئات رئيسية كما ذكر (الروسان، 2018) على النحو التالي:
الفئة الأولى هي الإعاقة الفكرية البسيطة، حيث تتراوح نسبة الذكاء بين 70 و55.
الفئة الثانية هي الإعاقة الفكرية المتوسطة، بنسب ذكاء تتراوح بين 55 و40.
الفئة الثالثة تتعلق بالإعاقة الفكرية الشديدة، وتتراوح نسبة الذكاء فيها بين 40 و25.
أما الفئة الأخيرة فهي الإعاقة الفكرية الشديدة جداً، حيث تكون نسبة الذكاء أقل من 25.
التصنيف التربوي:
التصنيف التربوي، يهدف إلى تصنيف الأفراد ذوي الإعاقة الفكرية بناءً على قدرتهم على التعلم، وذلك لتحديد البرامج والخدمات التربوية المناسبة لهم.
ووفقًا لما ذكره عبدات (2015)، فإن هذا التصنيف يقسم الأفراد إلى ثلاث فئات: القابلون للتعليم، القابلون للتدريب، والاعتماديون. هذا التصنيف يساعد في تحديد أفضل طرق التدريس والتأهيل للأفراد بناءً على مستوى قدراتهم العقلية.
التصنيف الطبي:
يُركز التصنيف الطبي على الخصائص الجسمية والتشريحية والفسيولوجية للأفراد ذوي الإعاقة الفكرية. ويرى (القمش، 2016) أن هذا التصنيف يشمل العديد من الأنماط مثل متلازمة داون، كبر الجمجمة، وحالات الفينيل كيتون يوريا. يتميز هذا التصنيف بتسليط الضوء على الجوانب الجسدية المرتبطة بالإعاقة الفكرية، مما يساعد في فهم أعمق للحالات من منظور طبي.
التصنيف حسب مستويات الدعم:
أضاف الخطيب وآخرون (2021) تصنيفًا حديثًا يعتمد على مستويات الدعم المقدم للأفراد ذوي الإعاقة الفكرية. يتضمن هذا التصنيف أربعة مستويات: الدعم المتقطع الذي يُقدم حسب الحاجة في الأزمات والانتقالات الحياتية
والدعم المحدود الذي يكون منتظمًا ومحددًا بزمن، والدعم المكثف الذي يُقدم يوميًا لمتطلبات الحياة، والدعم الدائم الذي يكون مكثفًا ومستمرًا لمتطلبات الحياة على مدار الوقت.صنيف الإعاقة الفكرية
خصائص ذوى الإعاقة العقلية
الخصائص الجسمية والبدنية:
يشير (الروسان، 2018) إلى أن ذوي الإعاقة العقلية قد يواجهون مشكلات واضحة في الطول والوزن والمهارات الحركية العامة والدقيقة مثل المشي والوقوف والجري. حيث تظهر مظاهر النمو الجسمي لذوي الإعاقة العقلية البسيطة مشابهة تقريبًا لمظاهر النمو الطبيعي في العمر الزمني.
خاصة فيما يتعلق بمحيط الرأس وشكله، والطول، والوزن، والمهارات الحركية العامة، لكنهم يواجهون صعوبات في التآزر البصري الحركي.
أما ذوي الإعاقة العقلية المتوسطة، فيعانون من مشكلات جسمية متعددة في الطول والوزن والمهارات الحركية، مع مشكلات صحية مرتبطة بأمراض معينة.
وفي حالة الإعاقة العقلية الشديدة، تكون المشكلات الجسدية أكثر وضوحًا، حيث يشكون من قصر في الطول والوزن وشكل الرأس، وصعوبات كبيرة في المهارات الحركية الدقيقة، وقد يصاحبهم أمراض صحية مثل الصرع والشلل الدماغي وحالات كبر وصغر الدماغ.
الخصائص اللغوية:
وفقًا لـ (خير الله، 2014)، يعتبر العجز أو التأخر اللغوي من أبرز مظاهر الإعاقة العقلية، حيث يرتبط النمو المعرفي بالنمو اللغوي بشكل وثيق، ويحتاج هؤلاء الأفراد غالبًا إلى تدخل علاجي في اللغة.
وأكد (اللحيدان والعبد الجبار، 2020) أن ذوي الإعاقة العقلية يظهر لديهم تأخر واضح في النطق وإخراج الأصوات، وصعوبة في التهجئة، والتعبير اللفظي عن الأفكار والمشاعر، حيث تبدأ هذه المهارات في الظهور بسن متأخرة مقارنة بالأقران.
الخصائص المعرفية:
حدد (القمش، 2016) خمسة خصائص رئيسية للمعرفة لدى ذوي الإعاقة العقلية: الانتباه، الذاكرة، التمييز، التخيل، والإدراك والتفكير.
الانتباه: يعانون من ضعف في التركيز وقابلية عالية للتشتت، مما يؤثر على استمرار أدائهم في المواقف التعليمية.
الذاكرة: لديهم صعوبات في التذكر خاصةً الذاكرة قصيرة المدى، ويعزى ذلك لضعف الانتباه.
التمييز: يواجهون قصورًا في القدرة على التمييز بين الأشكال والألوان والأوزان، وتزداد صعوبة التمييز بازدياد درجة الإعاقة.
التخيل: لديهم خيال محدود، حيث تتطلب عملية التخيل استدعاء الصور الذهنية وترتيبها، وتتأثر هذه القدرة بدرجة الإعاقة.
الإدراك والتفكير: يواجهون صعوبة في فهم الأفكار المجردة والتعبير عنها، ويميل تفكيرهم للتركيز على الحاضر فقط، مع قلة في التفكير الإبداعي أو الابتكاري.
الخصائص النفسية والسلوكية:
يذكر (جاد الرب وعبد الحميد، 2014) أن ذوي الإعاقة العقلية يعانون من مشكلات نفسية مثل الشعور بالوحدة، والقلق، والاندفاعية، والنشاط الزائد، والعدوان، والتبلد الانفعالي، والعزلة الاجتماعية، والتردد في اتخاذ القرارات، وانخفاض الدافعية والثقة بالنفس، مع سهولة تأثرهم بالآخرين.
الخصائص الاجتماعية:
وفقًا (مرسي، 2020)، يعاني ذوي الإعاقة العقلية من صعوبات في التكيف الاجتماعي والتعامل مع الآخرين، إذ تؤثر قلة قدراتهم العقلية وسلوكهم التكيفي على نمو شخصيتهم، مما قد يؤدي إلى شعورهم بالدونية وتدهور مفهوم الذات.
ويشير (متولي، 2015) إلى اعتمادهم على الآخرين، وخوفهم من الفشل، وتجنبهم تحدي المهام، مع ميل للانسحاب والعدوانية، وضعف مهارات ضبط الانفعالات.
كما ذكر (الباتع ورأفت، 2014) أن لديهم صعوبة في فهم السلوكيات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي المناسب، وقيود في التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم في المواقف المختلفة.
كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية
التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية يتطلب فهمًا واحترامًا لاحتياجاتهم الفريدة والتفاعل معهم بطريقة ملائمة ومحترمة. وهذه بعض النصائح حول كيفية التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية بشكل فعّال:
- يجب دائمًا معاملة الأفراد ذوي الإعاقة العقلية بالاحترام ولطف، وتقدير كرامتهم كأشخاص يمتلكون قدرات وأحاسيس.
- ينبغي استخدام لغة بسيطة وواضحة عند التحدث معهم، والاستماع بعناية لتفهم احتياجاتهم ومشاكلهم.
- يمكن تقديم الدعم والمساعدة في أداء مهامهم اليومية، دون الإفراط في تقديم المساعدة التي قد تؤثر على استقلاليتهم.
- يتطلب التعامل مع ذوي الإعاقة العقلية التفهم والصبر، خاصة عندما يحتاجون إلى وقت إضافي لفهم المواضيع أو إكمال المهام.
- يجب تقديم الفرص المتكافئة في التعليم والتدريب والعمل، ودعمهم في تحقيق إمكاناتهم الكاملة.
- يجب تشجيع الاندماج المجتمعي من خلال توفير الفرص للمشاركة في الأنشطة والفعاليات الاجتماعية والثقافية.
- ينبغي على المجتمع والأفراد تعلم كيفية التعامل معهم من خلال التوعية والتدريب المستمر.
- يجب تقديم الدعم النفسي والعاطفي لهم وأسرهم لتعزيز رفاهيتهم الشخصية والاجتماعية.
طرق تدريس الإعاقة العقلية
يمكن تقسيم طرق تدريس الإعاقة العقلية إلى عدة مبادئ واستراتيجيات تعليمية، وفيما يلي بعض الطرق المشتركة في تدريس الأفراد ذوي الإعاقة العقلية:
التدريس المبسط:
يتم تبسيط المفاهيم والمهارات التعليمية لتكون مناسبة لمستوى الفهم العقلي للطلاب؛ حيث يتم تقديم المعلومات بشكل مبسط وواضح باستخدام لغة بسيطة وتوضيحات مرئية.
التعديل والتكييف
يشمل تعديل المناهج والمواد التعليمية لتناسب احتياجات الطلاب ذوي الإعاقة العقلية، من خلال تعديل مستوى الصعوبة وتقديم دعم إضافي للفهم والمشاركة.
التعلم العملي
من خلال توفير الأنشطة والمشروعات التي تساعد الطلاب على تطبيق المفاهيم والمهارات في سياقات واقعية.
التعلم التعاوني
يتم تشجيع التعاون والتفاعل بين الطلاب من خلال العمل الجماعي والمشاركة في المجموعات الصغيرة؛ حيث يتم تعزيز مهارات التواصل والتعاون وحل المشكلات من خلال التفاعل مع الآخرين.
استخدام الوسائل التعليمية المرئية
يعتمد على استخدام الصور والرسوم التوضيحية والمواد المرئية الأخرى لتسهيل فهم المفاهيم. ويمكن استخدام الرسوم المتحركة والفيديو لتوضيح المفاهيم وتعزيز المشاركة.
التشجيع والتعزيز
يتم استخدام التشجيع والمكافآت لتعزيز التحفيز وتعزيز الإنجازات الأكاديمية والسلوكية للطلاب ذوي الإعاقة العقلية.
الاستراتيجيات الذكية
تستخدم استراتيجيات خاصة تستهدف تطوير المهارات العقلية والتفكير الاستدلالي وحل المشكلات. ويمكن تدريب الطلاب على استخدام أدوات مثل الخرائط الذهنية وغيرها.
خاتمة:
تُعد الإعاقة العقلية من القضايا الإنسانية والاجتماعية التي تستدعي منا جميعًا فهماً عميقًا وشمولياً لمتطلبات الأفراد المصابين بها. فالتعريفات المتعددة التي تناولت الإعاقة العقلية من زوايا طبية ونفسية واجتماعية وتربوية، تبرز أهمية التعامل مع هذه الفئة بحساسية خاصة وبطرق متنوعة تتناسب مع احتياجاتهم المختلفة.
إن التصنيفات المختلفة للإعاقة العقلية تساعد في فهم التنوع الكبير في القدرات والاحتياجات، مما يمكّن المختصين والمربين وأفراد المجتمع من تقديم الدعم المناسب في جميع المجالات الحياتية.
وبالإضافة إلى ذلك، فإن تبني أساليب تدريس مخصصة واستراتيجيات تعليمية فعالة، إلى جانب توفير بيئات داعمة ومحفزة، يساهم بشكل كبير في تعزيز مهارات الأفراد ذوي الإعاقة العقلية وتمكينهم من تحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقلالية والاندماج المجتمعي.
لذا، فإن نشر الوعي، وتعزيز الفهم، وتوفير الدعم المتكامل، يشكل الركيزة الأساسية لبناء مجتمع أكثر شمولية وعدالة، يحترم ويقدر جميع أفراده بغض النظر عن اختلافاتهم العقلية أو الحسية أو الجسدية.
المصادر والمراجع
الباتع، حسن و رأفت، إسراء.(2014). تصميم الألعاب التعليمية للمعاقين عقلياً.دار الجامعة الجديدة: الإسكندرية.
جاد الرب، أحمد محمد وعبد الحميد، هبة جابر.(2014).المتخلفون عقلياً القابلون للتدريب. مكتبة الأنجلو المصرية.
الجلامدة، فوزية. (2017). استراتيجيات تعليم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية. دار المسيرة.
الخطيب، جمال والصمادي، جميل والروسان، فاروق والحديدي، منى ويحي، خولة والناطور، ميادة والزريقات، ابراهيم والعمايرة، موسى والسرور، نادية والعلي، صفاء.(2021). مقدمة في تعليم الطلبة ذوي الحاجات الخاصة. دار الفكر للنشر والتوزيع.
خير الله، سحر.(2014). الإعاقة الفكرية. دار النشر الدولي للتوزيع.
الروسان، فاروق.(2018). مقدمة في الإعاقة العقلية. دار الفكر للنشر والتوزيع.
السامرائي، صبيحة.(2014). رعاية المعوقين والتكامل الأسري.بيت المؤلف للنشر والتوزيع.
عبدات،روحى مروح.(2015). تقييم وتشخيص الأشخاص ذوي الإعاقة العقلية. مجلة المنال الإلكترونية. ديسمبر 2015.
عواد، شروق محمود موسى.(2022). أثر الألعاب الرقمية على تنمية المهارات المعرفية للأطفال من ذوي الإعاقة العقلية في مراكز التربية الخاصة في عمان. رسالة ماجستير في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم التربية الخاصة وتكنولوجيا التعليم كلية العلوم التربوية جامعة الشرق الأوسط.
القمش، مصطفى نورى.(2016).الإعاقة العقلية، النظرية والممارسة.دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة.
اللحيدان، ندى والعبد الجبار، عبد العزيز.(2020). التدخل المبكر لذوي الإعاقة الفكرية. دار الزهراء للنشر والتوزيع.
متولى، فكرى لطيف.(2015). الإعاقة العقلية المدخل النظريات المفسرة طرق الرعاية.مكتبة الرشد: الرياض.
مرسى، صفاء محمد أحمد.(2020). الإعاقة الذهنية الماهية – الخصائص.المجلة العلمية للخدمة الاجتماعية. 5(1). 89-105.
الهجان، محمد. (2021) الدلالات الشكلية المميزة لرسوم الأطفال ذوي الإعاقة العقلية. دراسات في الطفولة والتربية 17(17)، 335-380
American Association on Intellectual and Developmental Disabilities. [AAIDD] 2021. https://www.aaidd.org
للاستشهاد بهذا البحث وفقا لنظام التوثيق APA 7 قم بنسخ البيانات التالية:
الأكاديمية المصرية للتربية الخاصة. (2024). الاعاقة العقلية تعريفها، أنواعها، كيفية التعامل، طرائق تدريسها. اطلع عليه في 2024، من موقع الأكاديمية المصرية للتربية الخاصة: https://www.specialegypt.com/2024/04/mental-handicap.html