دور الأسرة و المجتمع في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة بقلم الأستاذ الدكتور جمال شفيق

specialegypt
الصفحة الرئيسية

دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة

تُعد الأسرة أولى المؤسسات الاجتماعية التربوية التي تستقبل الطفل ذوى الاحتياجات الخاصة وتحتضنه، وتوفر له كل سبل وأساليب الرعاية الأسرية المتوافقة مع حالته واحتياجاته.

ونظرًا لأن الإسرة عندما تنجب طفلاً معاقًا، تمر عادةً بسلسلة من الأزمات وردود أفعال لم تكن تتوقعها أبدًا.

دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية في رعاية ذوي الاحتياجات الخاصة
ا.د جمال شفيق استاذ الدراسات النفسية بجامعة عين شمس


فالوالدين ليسا مؤهلين للتعامل معها، وغالبًا ما يعانون من العديد من المشكلات المختلفة؛ ومن هنا فإن الوالدين فى مثل هذه الأحوال يكونوا فى أمس الحاجة إلى الإرشاد النفسى الذى يمكنهم من التكيف مع هذه الأزمة غير المتوقعة.

وحيث أنه لا توجد طريقة واحدة لتفاعل كل الأسر مع وجود طفل معاق، فإن ردود فعل كل أسرة يعتمد أساسًا على

التكوين الاجتماعى النفسى والاقتصادى والثقافى والتعليمى لها ومدى الإعاقة ونوعها ودرجتها وكمية الدعم الذى تتلقاه الأسرة أيضاً من الأقارب والأصدقاء والأخصائيين.

ارشادات نفسية لأسر ذوى الإعاقة:

هناك مجموعة من الإرشادات النفسية والتربوية التي تفيد فى دعم الأسر وأيضًا احتواء ودعم وتنمية أبنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك كما يلي:

  1. الاقتناع بأن عليهم واجبًا أبويًا وأخلاقيًا ودينيًا وإنسانيًا تجاه الإبن أو الإبنة المعاقة، يبدأ بالابتسامة الدافئة والحب والتقبل والمساعدة والحماية، وتعليمه ما يمكن من خلاله أن يخدم نفسه والآخرين.
  2. ضرورة الإحساس الحاني بوجوده، والتسليم بإمكانياته والاعتراف بها أي كان مستواها، وتعزيزه وتشجيعه عند إحراز أى نجاح، مما يدعم ويزيد لديه من مشاعر تقدير الذات وتقبلها والثقة بالنفس.
  3. بذل أقصى جهد ممكن في التدريب والتعليم على ممارسة المهارات اليومية الحياتية كتناول الطعام وارتداء الملابس الاستحمام، والنظافة الشخصية والمشاركة في الأعمال المنزلية التي تناسب وعيه وقدراته.
  4. توفير المعالجة الطبية والتأهيل النفسي والاجتماعي من خلال التعاون المشترك الفعال مع المؤسسة المختصة بحالته.
  5.  عدم تكليفه بأى أعمال تفوق فهمه أو إدراكه أو قدراته، حتى لا يصاب بالإحباط والشعور بالعجز أو النقص أو عدم القيمة أو عدم الأهمية.
  6.  عدم السخرية منه أو الاستهزاء به، أو معايرته أو تذكيره بما هو عليه، حتى وإن كان ذلك بهدف المزاح أو المداعبة.
  7.  تجنب أسلوب المقارنة مع إخوته أو أقاربه أو أبناء الجيران لإثارته أو زيادة دافعيته للإنجاز.
  8. الابتعاد عن الحماية المفرطة أو الخوف الزائد، لأن ذلك يعوق لديه عمليات التعلم والمشاركة والمواجهة والاستقلالية.
  9.  التعرف بكل دقة ووضوح على طبيعة الإعاقة التي يعاني منها وتطوراتها ومضاعفاتها، حتى يمكن التعامل معها بالأسلوب المناسب السليم المطلوب.
  10.  عدم عزله بأى حال من الأحوال و منعه من مقابلة الضيوف والآخرين والأهل والأقارب، وممارسة حياته الاجتماعية ومعايشتها بلا أى تحفظ أو خجل.
  11.  عدم توقع الكثير منه، وعدم اللجوء إلى إهانته أو عقابه أو التعامل معه بأسلوب عنيف أو قاسي، حتى إذا أخطأ.
  12.  عدم الإفراط في التدليل، وعدم نفاذ الصبر وعدم اليأس، حيث يجب الوضع في الاعتبار أن واقع الإعاقة هو أمرًا مستمرًا وليس مؤقتًا.
  13.  عدم الانصياع وراء آراء بعض الأقارب والأصدقاء، حيث يجب باستمرار اتباع إرشادات وتوجيهات الأطباء والمعالجين والأخصائيين، والتواصل المستمر معهم، وإعلامهم بأي مستجدات ومعرفة كيفية التعامل معها.
  14.  عدم إفساح المجال للطفل المعاق لاستدرار العطف والشفقة من الآخرين ليحصل على امتيازات ومكاسب ليست من حقه.
  15. التواصل مع بعض الأسر الأخرى التى لديها أطفالاً معاقين، وذلك بهدف تبادل الخبرات والدعم، وأيضاً تنظيم الجهود المشتركة بفاعلية وفهم.
اقرأ أيضًا: رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة من

دور مؤسسات المجتمع مع ذوى الاحتياجات الخاصة

فيما يختص بدور المجتمع في رعاية و تنمية ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد بات من المؤكد أنه من واجبات ومسئوليات جميع أفراد المجتمع، أن يكونوا مؤهلين وعلى وعى كافى ودراية شاملة وثقافة متفتحة ناضجة متفهمه لكيفية، التعامل السليم الصحيح مع كل  فئات ذوي الاحتياجات الخاصة.

وبالتالي فإنه يجب إعداد وتهيئة وتنمية ثقافة المجتمع لتقبلهم والابتعاد عن التعامل الخاطئ معهم بعطف وشفقة ورثاء، بل العمل على إجراء تغييرات في أساليب التعامل والممارسات الحياتية والتفاعلات والنقاشات للسعى إلى اكتساب المزيد من المهارات.

وهذا كله كفيل في حد ذاته باستمرارهم وتواصلهم وتفاعلهم في الحياة العامة والتكيف مع الواقع وتنمية ذواتهم وتحمل المسئوليات الشخصية والاجتماعية.

ولعله يمكن تحقيق ذلك بكل بساطة وسهولة من خلال اتباع أفراد المجتمع لتلك الإرشادات والتوصيات التربوية التي تفيد بشكل فعال ومؤثر فى إحتواء وتنمية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة وذلك على النحو التالي:

  1. احتواء ذوى الاحتياجات الخاصة ودمجهم فى المجتمع، وعدم وضع الإعاقة حاجزًا بينهم وبين انخراطهم في المجتمع، نظرًا لأن احتواء الأفراد ذوى الاحتياجات الخاصة يبدأ بتغيير أفكارنا واتجاهاتنا ومعلوماتنا المغلوطة عنهم.
  2. توفير بيئة إيجابية لهم، بيئة حاضنة آمنة متقبلة مرحبة، وتنمية روح الحب والاحترام والتقدير، وذلك من خلال التخطيط والتنفيذ للأعمال الجماعية.
  3. تجنب الثناء على ذوى الاحتياجات الخاصة عند قيامهم بأعمال عادية مثل الأشخاص الآخرين، لأن ذلك يشعرهم بمدى ضعفهم واختلافهم وعدم مساواتهم مع الآخرين ممايسبب لهم الإحراج.
  4. تجنب القيام بمساعدة أي شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة دون استئذانه عما إذا كان بحاجة إلى هذه المساعدة من عدمه.
  5. التحلي بالصبر عند التعامل مع الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث أنهم يستغرقون وقتًا أكثر من غيرهم فى الحركة بالمرافق العامة، وبالتالى يجب عدم الضغط عليهم أو استعجالهم لأن ذلك يؤثر بشدة على جرحهم نفسيًا.
  6. التحدث مع ذوى الاحتياجات الخاصة بشكل طبيعي وإيجابي وبدون مبالغة، مع الابتعاد تمامًا عن إظهار الشعور بالضيق أو التحدث عن مشاكله أو إعاقته الخاصة به.
  7. إظهار الابتسامة الرقيقة الإنسانية الراقية عند التعامل مع ذوى الاحتياجات الخاصة بصف عامة وفى جميع الأحوال والظروف.
  8. تجنب التحديق أو إظهار أي رد فعل عاطفى متأثر عند رؤية أى شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة لعدم إشعاره بالحرج والاختلاف.
  9. عدم استخدام مصطلح (المعاق) فى الحديث عن ذوى الاحتياجات الخاصة أو معهم، حيث أنهم ليسوا معاقين وإنما مصابين بإعاقة معينة فقط.
  10. التحدث مع ذوي الاحتياجات الخاصة شخصيًا وبشكل مباشر، إذا كانت حالتهم أو قدراتهم تسمح بذلك، وليس إجراء الحديث مع من معهم أو بجانبهم، لأن ذلك يجرحهم ويؤثر عليهم بشكل سلبي.

 اقرأ أيضًا: الأيام العالمية لذوى الاحتياجات الخاصة من هنا

الخلاصة:

لعله قد اتضح لنا جليًا وبصورة مؤكدة، أنه يمكن من خلال رعاية و تنمية كل من الاسرة و المجتمع لذوي الاحتياجات الخاصة، أنه يمكن توفير كافة الخدمات التربوية والنفسية والاجتماعية والطبية والثقافية والتعليمية والترفيهية لهم ولأفراد المهمين في حياتهم.

والذين يتعاملون معهم بصورة مستمرة وفاعلة، مثل الآباء والأمهات والأخوة والأخوات والمعلمين بالمدرسة وزملائهم وأخصائيي الرعاية والتدريب والتأهيل، من تحسين جودة الحياة لديهم والرضا عن الحياة والوصول إلى رؤية إيجابية للحاضر والمستقبل.

google-playkhamsatmostaqltradent