أخصائية تربية خاصة تصنع الفارق بأعمالها الميدانية
في عالم تكثر فيه التحديات، تبرز نماذج مضيئة لأشخاص اختاروا أن يكونوا النور في طريق الآخرين، لا سيما أولئك الذين هم في أمسّ الحاجة للدعم والرعاية.
ومن بين هذه النماذج، تلمع أخصائية التربية الخاصة سمية أحمد جاب الله، التي كرّست وقتها وجهدها لإحداث أثر إيجابي ومستدام في حياة الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة.
من خلال مبادراتها الميدانية وورش العمل التدريبية، تسعى سمية إلى تعزيز مفاهيم الشمول المجتمعي والتأهيل العملي، واضعة نصب عينيها هدفًا إنسانيًا نبيلًا: تمكين كل طفل من ذوي الهمم ليعيش حياة كريمة ومستقلة.
ورشة عمل تدريبية بعنوان أساسيات تنمية المهارات والعلاج الوظيفي
نظّمت سمية، يوم الأحد 20 أبريل، ورشة تدريبية بعنوان "أساسيات تنمية المهارات والعلاج الوظيفي"، استهدفت من خلالها الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، بهدف تطوير مهاراتهم الحياتية وتعزيز قدراتهم على الاستقلالية.
وشملت الورشة مجموعة من الأنشطة التفاعلية المصممة وفق أساليب العلاج الوظيفي الحديثة، حيث تم تقديم تمارين مبسطة تراعي الفروقات الفردية بين الأطفال، وتُسهم في تحسين جودة حياتهم اليومية، سواء في البيئة المنزلية أو المدرسية.
ما هو العلاج الوظيفي؟
العلاج الوظيفي هو تخصص يساعد الأطفال الذين يواجهون صعوبة في أداء الأنشطة اليومية بسبب مشاكل جسدية أو حسية أو معرفية. يهدف إلى تعزيز استقلالية الطفل في اللعب، التعلم، التطور، والقيام بالمهام اليومية بطريقة آمنة وفعالة.
العلاج الوظيفي: مفهومه، أهدافه، مجالاته، أدواته، وكيفية دراسته
حضور فعّال وتفاعل ملحوظ من الأطفال
لفتت الطفلة زينب، إحدى المشاركات في الورشة والمصابة بمتلازمة داون، الأنظار بتفاعلها الإيجابي والمتميز مع الأنشطة التدريبية، مما يعكس أثر مثل هذه الورش في تحفيز الأطفال وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، بالإضافة إلى دورها الكبير في تنمية مهارات التواصل والاعتماد على الذات.
وقد شهدت الورشة حضور المهندس أحمد ممدوح الكومي، استشاري الإعاقة والعيش المستقل، الذي أثنى على محتوى الورشة وأشاد بجهود سمية في تقديم نموذج عملي للتأهيل الميداني للأطفال ذوي الهمم.
رؤية واضحة ورسالة إنسانية
أكدت سمية أن رؤيتها تنبع من إيمانها العميق بأهمية التدخل المبكر والتأهيل العملي في تحسين مستقبل الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة. وأضافت:
"رسالتي أن أكون سببًا في إحداث فرق حقيقي في حياة كل طفل من ذوي الهمم، وأن أمدّ يد الدعم لكل أم تسعى لرؤية ابنها أقوى وأكثر قدرة على التقدم."
دعوات لتكرار المبادرة وتوسيع نطاقها
حظيت الورشة بإشادة واسعة من أولياء الأمور والحضور، الذين عبّروا عن امتنانهم لهذه المبادرة، مؤكدين على الحاجة لتكرار مثل هذه الفعاليات بشكل دوري، مع توسيع نطاقها لتشمل أكبر عدد من الأطفال والأسر في مختلف المحافظات.
دور أخصائي التربية الخاصة في بناء مجتمع أكثر شمولًا
من خلال هذه المبادرات الميدانية، تسعى سمية إلى رفع الوعي المجتمعي حول أهمية دور أخصائي التربية الخاصة، وتسليط الضوء على احتياجات ذوي الهمم، مع التأكيد على أهمية التكامل بين الأسرة والمتخصصين في تحقيق أفضل النتائج لأطفالهم.
فى الختام :
ما تقوم به سمية أحمد جاب الله ليس مجرد عمل وظيفي، بل رسالة إنسانية سامية تتجسّد في كل نشاط ومبادرة تنفذها على أرض الواقع.
وبينما لا تزال فئات كثيرة من الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى مزيد من الدعم، تمثل جهود سمية دعوة ملهمة لكل المختصين والجهات المعنية إلى تكرار هذه المبادرات وتوسيع نطاقها.
فبفضل هذه القلوب النبيلة والعقول الواعية، يصبح الأمل أكبر في بناء مجتمع أكثر احتواءً وإنصافًا، لا يترك أحدًا خلف الركب.
اقرأ أيضا: