كتاب اسمع أصابع القدمين
عزة محمود، مؤلفة كتاب "اسمع أصابع القدمين"، هي نموذج حي للإرادة والتحدي. حصلت على بكالوريوس تجارة وهي من ذوي الهمم، حيث تعمل في مركز معلومات وزارة الثقافة المصرية.
رغم إعاقتها التي تمنعها من استخدام يديها، استطاعت تطوير مهاراتها باستخدام قدميها لتشغيل الكمبيوتر وتصميم برامج مخصصة لعملها. وتعمل عزة بقدميها على تنفيذ جميع مهامها المهنية، بما في ذلك كتابة نصوص وفقرات كتابها، الذي يعكس تجربتها الحياتية الثرية.
الإعاقة
تم تشخيص الحالة أنها ضمور في بعض خلايا المخ أدى ذلك إلي عدم القدرة علي استخدام اليدين وأثر علي التوازن بحيث لا تسطيع السير بمفردها إلا داخل البيت فقط أيضا أثر ذلك قليلا علي الكلام فهو غير واضح قليلا لكن يمكن فهمه.
كتاب من وحي التجربة الشخصية
في كتابها الصادر عن دار المسك للنشر والتوزيع، استعرضت عزة تجاربها الشخصية والمهنية على مدار حياتها، بما في ذلك الدروس المستفادة من كل مرحلة.
هدفها من تأليف الكتاب هو نشر الوعي حول كيفية معاملة ذوي الهمم، وإبراز الدور الكبير الذي لعبه والداها في دعمها وتطوير قدراتها. الكتاب لا يستهدف فقط ذوي الهمم، بل أيضًا أفراد المجتمع الذين يمكن أن يستفيدوا من فهم أعمق لتجارب هذه الفئة، وكيفية التعامل معهم.
الدكتوره منى فاروق
بالإضافة إلى تجربتها الشخصية، استعانت عزة بصديقتها د. منى فاروق، أستاذ مساعد بجامعة بوسان في كوريا الجنوبية، التي ساعدتها في جمع وتنظيم فقرات الكتاب.
عزة كتبت نصوص الكتاب باستخدام الواتس آب أو على الكمبيوتر بقدميها، وصديقتها قامت بتنسيق النصوص وإعدادها للطباعة.
التعامل مع ذوى الهمم
الكتاب يتكون من عشرة فصول، تتناول موضوعات متنوعة مثل تجاربها الأسرية، الحياة المدرسية والجامعية، الحياة المهنية، والأحداث الفارقة في حياتها، بالإضافة إلى فصول عن الدين وفن التعامل مع ذوي الهمم.
رسالة عزة من خلال كتابها هي أن ذوي الهمم قادرون على تحقيق الإنجازات طالما يمتلكون العقل والإرادة .
تدعو عزة المجتمع والمسؤولين إلى جعل فن التعامل مع ذوي الهمم جزءًا من المناهج الدراسية والدورات التدريبية، وتطالب بزيادة الوعي عبر وسائل الإعلام المختلفة لدعم الدمج الكامل لذوي الهمم في المجتمع والأسرة.
تكريم وزارة الثقافة
تم تكريم عزة مؤخرا على هامش فعاليات الدورة الثالثة عشرة لمؤتمر التمكين الثقافى لذوى الاحتياجات الخاصة يومى 29-30 بقصر ثقافة روض الفرح.
تحت عنوان مستقبل تأهيل ذوى الإعاقة، رؤية ثقافية وقد تم منحها درع وشهادة وتقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الكاتب الاستاذ محمد عبد الحافظ ناصف.
شاهد بالفيديو:
لقطات مؤثرة من لقاء مع الكاتبة الملهمة عزة محمود عبد الباري، مؤلفة كتاب "اسمع أصابع القدمين". في هذا الفيديو، تشارك عزة قصتها الملهمة مع الإعاقة وكيف استطاعت أن تتحدى ظروفها الصعبة، وتكتب كتابها بالكامل باستخدام أصابع قدميها. يسلط الفيديو الضوء على إرادتها الصلبة، ودور والديها في دعمها، ورسالتها المؤثرة حول تمكين ذوي الهمم ودمجهم في المجتمع. شاهد وكن جزءًا من هذه الرحلة الإنسانية العظيمة التي تثبت أن الإعاقة الحقيقية ليست في الجسد، بل في غياب الإصرار.
فيديو عزة تسرد فيه حكايتها وتوجه نصائح لكيفية التعامل مع ذوي الهمم، خاصة الأسرة والوالدين
ملخص الكتاب
"اسمع أصابع القدمين" هو كتاب سيرة ذاتية فريد كتبته السيدة عزة محمود عبد الباري، وهي شخصية من أصحاب الهمم، خاضت رحلة شاقة لكنها ملهمة بكل المقاييس.
ما يميز هذا الكتاب حقًا ليس فقط مضمونه الصادق والنبيل، بل طريقة كتابته؛ فقد خطّته المؤلفة بأصابع قدميها، في تحدٍ رمزي وفعلي لكل ما واجهته من عوائق جسدية ومجتمعية.
تحكي عزة في هذا العمل عن طفولتها التي بدأت طبيعية تمامًا، ثم سرعان ما أخذت منحى مختلفًا حين بدأت أعراض الإعاقة في الظهور. اكتشف والداها إصابتها بضمور في بعض خلايا المخ، ما أثّر على استخدام اليدين والتوازن، لكنها لم تستسلم أبدًا.
فبدلًا من التراجع، تعلمت استخدام قدميها في الكتابة والحياة اليومية، بدعم لا محدود من أسرة واعية ومحبّة آمنت بها منذ اللحظة الأولى.
ورغم إعاقتها، خاضت الكاتبة مراحل التعليم واحدة تلو الأخرى، بداية بالتعليم المنزلي، ثم الالتحاق بالتعليم النظامي، مرورًا برحلة علاج طويلة في الولايات المتحدة لإجراء عملية دقيقة في المخ، ساهمت في تحسين حالتها البدنية والنفسية.
كل ذلك حدث في ظل تشجيع مستمر من والدتها التي كانت الحائط المتين خلف كل إنجاز، والأب الذي وفّر الدعم النفسي والمادي رغم كل التحديات.
في الجامعة، واصلت عزة تفوقها، حتى تخرجت بتقدير مميز من كلية التجارة، قسم إدارة الأعمال، وعملت بعد ذلك في مجال الإحصاء وتحليل البيانات في إحدى الوزارات المصرية.
لم تكن الوظيفة نهاية المطاف، بل بداية جديدة لتألقها؛ فقد صممت أنظمة وبرامج إحصائية وساهمت في تطوير آليات العمل باستخدام مهاراتها في البرمجة والحاسب الآلي، رغم أنها لم تستخدم يديها قط.
لم تهمل عزة الجانب الروحي من حياتها، بل كان ركيزة أساسية في رحلتها. فقد أتمت مناسك الحج، واعتبرته لحظة تحول عميقة، تلاها انخراطها في العمل التطوعي ضمن جمعية "صناع الحياة" وفريق الدعم النفسي بموقع عمرو خالد.
من هناك، نشأ شغفها بدعم الآخرين نفسيًا، فأسست فريق "راحة قلبك"، لتُعيد جزءًا مما نالته من خير ورحمة ومحبة.
تتطرق الكاتبة كذلك إلى الجانب الاجتماعي من تجربتها، فتقدم من خلاله دروسًا إنسانية رائعة في فن التعامل مع ذوي الهمم، داعية إلى التغيير الشامل في طريقة دمجهم في الأسرة والمدرسة والمجتمع.
وترى أن المشكلة لا تكمن في الإعاقة نفسها، بل في جهل الآخرين بكيفية التعامل السليم مع ذوي الاحتياجات الخاصة.
في النهاية، يخرج القارئ من هذا الكتاب بشعور عميق بالاحترام والإلهام. إنه ليس مجرد سيرة ذاتية، بل شهادة حية على قدرة الإنسان على تجاوز أقسى الابتلاءات إذا ما توفر له الدعم، والإيمان، والإرادة.
إن عزة محمود عبد الباري، بأصابع قدميها، كتبت قصة ستظل تُقرأ وتُروى، لا لأنها غير معتادة، بل لأنها إنسانية بامتياز.
تحميل كتاب اسمع أصابع القدمين للكاتبة عزة عبد الباري pdf
خاتمة:
كتاب "اسمع أصابع القدمين"ليس مجرد قصة إنسانية مروية، بل هو صرخة وعي وصوت صادر من عمق التجربة والوجع والأمل.
في هذا العمل، تثبت عزة محمود عبد الباري أن الإرادة قادرة على اختراق المستحيل، وأن الجسد وإن خان الأعضاء، فإن الروح لا تُقهر. لقد خطّت كلماتها بأصابع قدميها، لكنها في الحقيقة كتبت بقلبٍ نابض بالحياة، وعقل متقد بالتحدي، ورسالة تتجاوز الحبر والورق لتصل إلى ضمائرنا جميعًا.
هذا الكتاب يجب أن يُقرأ لا لمجرد التعاطف، بل للفهم، للتغيير، ولصناعة مجتمع يرى الإنسان بقيمته وقدرته، لا بإعاقته. هو دعوة لتضمين الوعي بذوي الهمم في المناهج، والإعلام، والبيوت، والمؤسسات، حتى يصبح الاحترام والتقدير والتمكين ثقافة لا استثناء.
"اسمع أصابع القدمين" هو تذكير مؤلم وجميل في آنٍ واحد، بأن المعجزات الصغيرة تبدأ من داخلنا، وأن كل شخص، أيا كانت ظروفه، يمكن أن يكتب حكايته الخاصة، فقط إن امتلك الإيمان، والناس الذين يؤمنون به.
اقرأ: جميع أبحاث ودراسات مؤتمرات التمكين الثقافى وزارة الثقافة 2009-2024