الإدارة المدرسية في ضوء الفكر الإداري المعاصر

specialegypt
الصفحة الرئيسية

 دور الإدارة المدرسية والمدير الناجح في نجاح العملية التعليمية

الإدارة المدرسية من الموضوعات المهمة للغاية فى المجال التعليمي، وفي ظل الفكر الإداري المعاصر، أصبح مدير المدرسة مسؤولاً عن أكثر من مجرد ضمان سير العملية التعليمية بسلاسة. 

في هذا المقال، سنتناول الإدارة المدرسية في الفكر الإداري المعاصر، وسنناقش أهم المهارات والقدرات التي يجب أن يتمتع بها مدير المدرسة الناجح.

دور الإدارة المدرسية والمدير الناجح في نجاح العملية التعليمية


تعريف الادارة المدرسية

 الإدارة المدرسية هي العملية التي تتضمن تنظيم وإدارة الموارد البشرية والمادية والمعلوماتية في المدرسة لتحقيق أهدافها التعليمية والتربوية.

الإدارة المدرسية في ضوء الفكر الإداري المعاصر هي منظومة متكاملة من العمليات والوظائف التي يقوم بها مدير المدرسة بهدف تحقيق أهداف المدرسة التعليمية والتربوية.

المدرسة المعاصرة في الإدارة

المدرسة المعاصرة في الإدارة هي نظرية إدارية تركز على أهمية التفاعل بين الموظفين وبيئة العمل، تعتقد هذه المدرسة أن الموظفين هم أصول قيّمة للمنظمة.

وأنهم يجب أن يُعاملوا باحترام وتقدير، كما تعتقد أن بيئة العمل يجب أن تكون إيجابية وتحفيزية؛حتى يتمكن الموظفين من الأداء الجيد.

تستند المدرسة المعاصرة في الإدارة إلى عدد من المبادئ، منها:

التركيز على الموظفين

 تعتقد هذه المدرسة أن الموظفين هم أصول قيّمة للمنظمة، وأنهم يجب أن يُعاملوا باحترام وتقدير. كما تعتقد أن بيئة العمل يجب أن تكون إيجابية وتحفيزية، حتى يتمكن الموظفين من الأداء الجيد.

أهمية المشاركة

 تعتقد هذه المدرسة أن الموظفين يجب أن يشاركوا في عملية صنع القرار، حتى يشعروا بأنهم جزء من المنظمة، كما تعتقد أن المشاركة يمكن أن تؤدي إلى تحسين الأداء والإنتاجية.

التركيز على الجودة

تعتقد هذه المدرسة أن الجودة هي من أهم العوامل التي تحدد نجاح المنظمة، كما تعتقد أن الموظفين يجب أن يكونوا على دراية بمعايير الجودة، وأنهم يجب أن يعملوا على تحقيقها.

التركيز على الابتكار

 تعتقد هذه المدرسة أن الابتكار هو من أهم العوامل التي تحدد استمرارية المنظمة في السوق، كما تعتقد أن الموظفين يجب أن يكونوا على استعداد للتغيير، وأنهم يجب أن يبحثوا دائماً عن طرق جديدة لتحسين أداء المنظمة.

تعتبر المدرسة المعاصرة في الإدارة من أهم النظريات الإدارية الحديثة، حيث تركز على العنصر البشري في المنظمة، وتؤمن بأهمية مشاركته وتحفيزه، وتعتبره من أهم العوامل التي تحدد نجاح المنظمة.

الفرق بين الادارة المدرسية والادارة التعليمية

يمكن التمييز بين الإدارة المدرسية والإدارة التعليمية من خلال النقاط التالية:

المستوى: تُدار المدرسة على مستوى المدرسة، بينما تُدار الإدارة التعليمية على مستوى المنطقة التعليمية أو المحافظة أو الدولة.

النطاق: تُدار المدرسة لعدد محدود من الطلاب والمعلمين والموظفين، بينما تُدار الإدارة التعليمية لعدد كبير من المدارس والطلاب والمعلمين والموظفين.

الأهداف: تسعى الإدارة المدرسية إلى تحقيق أهداف تعليمية محددة للمدرسة، بينما تسعى الإدارة التعليمية إلى تحقيق أهداف تعليمية محددة للنظام التعليمي ككل.

الأدوات: تستخدم الإدارة المدرسية مجموعة من الأدوات والوسائل لتحقيق أهدافها، مثل التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة، بينما تستخدم الإدارة التعليمية نفس الأدوات والوسائل، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الأدوات، مثل القوانين واللوائح والأنظمة.

مبادئ الفكر الادارى المعاصر

يرتكز الفكر الإداري المعاصر على عدد من المبادئ الأساسية، منها:

التخطيط: وهو عملية تحديد الأهداف ووضع الخطط اللازمة لتحقيقها.

التنظيم: وهو عملية توزيع المهام والمسؤوليات بين أعضاء الهيئة الإدارية والفنية.

القيادة: وهي عملية التوجيه والإشراف على أعضاء الهيئة الإدارية والفنية لتحقيق الأهداف.

الرقابة: وهي عملية متابعة تنفيذ الخطط والتأكد من تحقيق الأهداف.

التواصل: وهو عملية التفاعل بين مدير المدرسة وأعضاء الهيئة الإدارية والفنية وأولياء الأمور والطلاب.

أهداف الإدارة المدرسية المعاصرة 

  • توفير بيئة تعليمية وتربوية مناسبة للطلاب.
  • تنمية قدرات الطلاب ومهاراتهم.
  • إعداد الطلاب للحياة العملية.
  • تحقيق الجودة في التعليم.

أساليب الإدارة المدرسية

الأسلوب الإداري التقليدي

 يعتمد هذا الأسلوب على الهرمية الإدارية، حيث يكون المدير هو صاحب القرار النهائي في جميع الأمور، ويتميز  بالصرامة والنظام، ولكنه قد يكون غير مرن وغير فعال في التعامل مع التغيير.

الأسلوب الإداري الديمقراطي

 يعتمد هذا الأسلوب على إشراك جميع أعضاء المجتمع المدرسي في عملية اتخاذ القرار، ويتميز بالمشاركة والحوار، ولكنه قد يكون بطيئاً وغير فعال في اتخاذ القرارات في الوقت المناسب.

الأسلوب الإداري اللامركزي

يعتمد هذا الأسلوب على منح الموظفين في المدرسة مزيدًا من الاستقلالية في اتخاذ القرارات، ويتميز بالمرونة والسرعة في اتخاذ القرارات، ولكنه قد يؤدي إلى عدم التنسيق بين أجزاء المدرسة المختلفة.

لا يوجد أسلوب واحد للإدارة المدرسية هو الأفضل، فالأسلوب الأمثل يختلف حسب الظروف والاحتياجات الخاصة لكل مدرسة. ويجب على المدير أن يختار الأسلوب الذي يناسبه ويناسب مجتمع المدرسة الذي يرأسه.

مدير المدرسة 

مدير المدرسة هو المسؤول الأول عن سير العملية التعليمية في المدرسة. يشرف على جميع المعلمين والموظفين ويضمن توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب، كما يتواصل مع أولياء الأمور ويسعى إلى تحقيق رضاهم عن المدرسة.

يلعب مدير المدرسة دورًا مهمًا في نجاح المدرسة، يجب أن يكون لديه مهارات قيادية وتنظيمية وتواصلية قوية، كما يجب أن يكون لديه معرفة جيدة بالتربية والتعليم.

يمكن أن يكون مدير المدرسة له تأثير كبير على حياة الطلاب، يمكنه أن يساعدهم على التعلم والنمو والنجاح. كما يمكنه أن يخلق بيئة تعليمية إيجابية وممتعة.

مهام مدير المدرسة

فيما يلي بعض من مهام مدير المدرسة:

  • وضع وتنفيذ الخطط التعليمية والتربوية للمدرسة.
  • الإشراف على المعلمين والموظفين وضمان جودة التعليم.
  • التواصل مع أولياء الأمور وتحقيق رضاهم عن المدرسة.
  • توفير بيئة تعليمية مناسبة للطلاب.
  • حل المشكلات التي قد تواجه المدرسة.
  • تمثيل المدرسة أمام الجهات الحكومية والمجتمعية.

إن مدير المدرسة هو شخصية مهمة في المجتمع. له تأثير كبير على حياة الطلاب ومستقبلهم.

دور مدير المدرسة فى الإدارة المدرسية المعاصرة

لمدير المدرسة  دورًا مهمًا في تحقيق أهداف الإدارة المدرسية المعاصرة. يجب أن يكون مدير المدرسة قائدًا فعالًا، قادرًا على التحفيز والإشراف والتواصل مع أعضاء الهيئة الإدارية والفنية وأولياء الأمور والطلاب.

يمكن أن يحقق مدير المدرسة الأهداف الإدارية المعاصرة من خلال تطبيق عدد من الأساليب والتقنيات الإدارية الحديثة، مثل:

إدارة الوقت

تحديد الأولويات وتنظيم المهام وتوزيعها على مدار اليوم،كما يحرص على عدم تضييع الوقت في الأنشطة غير المجدية.

حل المشكلات

 تحديد المشكلة وتحليلها واقتراح الحلول المناسبة لها. كما يحرص على تنفيذ الحلول بدقة وفعالية.

اتخاذ القرار

 جمع المعلومات وتحليلها وتقييم البدائل المختلفة واختيار القرار المناسب. كما يحرص على تنفيذ القرار بدقة وفعالية.

إدارة المخاطر

تحديد المخاطر المحتملة وتقييمها واتخاذ الإجراءات اللازمة لتقليل هذه المخاطر، كما يحرص على الاحتفاظ بخطط بديلة في حالة حدوث أي طارئ.

إدارة التغيير

 التخطيط للتغيير وتنفيذه ومتابعة نتائجه. كما يحرص على أن يكون التغيير مفيدًا للمدرسة والطلاب والموظفين.

إدارة الموارد 

جذب واختيار وتدريب وتحفيز وتطوير الموارد البشرية. كما يحرص على خلق بيئة عمل إيجابية وممتعة للموظفين.

التحديات التي تواجه الإدارة المدرسية

تواجه الإدارة المدرسية العديد من التحديات، منها:

النقص في الموارد: تعاني العديد من المدارس من نقص في الموارد المالية، مما يؤثر على جودة التعليم الذي تقدمه.

التنوع الثقافي: يتنوع الطلاب في المدارس من حيث الخلفيات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية، مما يشكل تحديًا للمديرين في إدارة العملية التعليمية.

الضغوط المجتمعية: تتعرض المدارس للضغوط المجتمعية من مختلف الجهات، مثل أولياء الأمور والجهات الحكومية والشركات الخاصة.

التكنولوجيا: تتطور التكنولوجيا بشكل سريع، مما يشكل تحديًا للمديرين في مواكبتها واستخدامها في العملية التعليمية.

التغييرات المستمرة: تتعرض المدارس للتغييرات المستمرة، مثل التغييرات في المناهج الدراسية والمعايير التعليمية واللوائح الحكومية.

على الرغم من هذه التحديات، إلا أن الإدارة المدرسية تلعب دورًا مهمًا في تحقيق أهداف المدرسة التعليمية.

 فالمديرون مسؤولون عن التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة على جميع الأنشطة المدرسية، وضمان توفير بيئة تعليمية إيجابية وآمنة للطلاب والموظفين

سيكولوجية الادارة المدرسية

هي دراسة السلوك البشري في بيئة المدرسة، وكيفية استخدام هذه المعرفة لتحسين عملية التعلم. ويشمل هذا دراسة السلوك الفردي والجماعي للطلاب والمعلمين والموظفين، وكيفية تأثير البيئة المدرسية على سلوكهم.

تلعب سيكولوجية الإدارة المدرسية دورًا مهمًا في نجاح المدرسة، حيث يمكن أن تساعد المديرين على:

  • فهم احتياجات الطلاب وكيفية تلبية هذه الاحتياجات.
  • إنشاء بيئة تعليمية إيجابية وآمنة للطلاب.
  • تحسين مهارات التدريس لدى المعلمين.
  • حل المشكلات السلوكية التي قد تواجه الطلاب والمعلمين.

هناك العديد من التخصصات النفسية التي يمكن أن تكون مفيدة في الإدارة المدرسية، مثل علم النفس التربوي وعلم النفس الاجتماعي وعلم النفس الإكلينيكي. 

يمكن لمدير المدرسة الذي يفهم هذه التخصصات استخدام هذه المعرفة لتحسين عملية التعلم وخلق بيئة إيجابية وآمنة للطلاب والمعلمين.

فيما يلي بعض النقاط التي يمكن أن تساعد مديري المدارس على فهم سيكولوجية الإدارة المدرسية:

  • الطلاب هم أفراد مختلفون لديهم احتياجات مختلفة.
  • البيئة المدرسية يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سلوك الطلاب.
  • المعلمون هم نموذج يحتذى به للطلاب.
  • المشكلات السلوكية يمكن أن تكون حلها من خلال فهم السلوك البشري.

من خلال فهم سيكولوجية الإدارة المدرسية، يمكن لمديري المدارس خلق بيئة تعليمية إيجابية وآمنة للطلاب، وتحسين عملية التعلم، وحل المشكلات السلوكية التي قد تواجه الطلاب والمعلمين.

النظريات الحديثة في الإدارة المدرسية

هناك العديد من النظريات الحديثة في الإدارة المدرسية، منها:

النظرية السلوكية: تركز هذه النظرية على السلوك البشري في بيئة العمل، وكيفية استخدام هذه المعرفة لتحسين عملية التعلم.

النظرية المعرفية: تركز هذه النظرية على التعلم وكيفية اكتساب الطلاب للمعارف والمهارات.

النظرية التنظيمية: تركز هذه النظرية على تنظيم وإدارة الموارد البشرية والمالية والمادية للمدرسة.

النظرية الاستراتيجية: تركز هذه النظرية على وضع وتنفيذ خطط للمدرسة لتحقيق أهدافها التعليمية.

تختلف هذه النظريات في تركيزها، لكنها تشترك جميعًا في هدف واحد وهو تحسين العملية التعليمية في المدرسة.

فيما يلي بعض من أهم الممارسات الحديثة في الإدارة المدرسية:

التركيز على الجودة: تسعى المدارس الحديثة إلى تقديم تعليم عالي الجودة للطلاب، وهذا يتطلب من المديرين أن يكونوا مهتمين بالجودة في جميع جوانب العملية التعليمية.

التركيز على الابتكار: تسعى المدارس الحديثة إلى الابتكار في طرق التدريس والتعلم، وهذا يتطلب من المديرين أن يكونوا منفتحين على التغيير ويشجعون على الابتكار.

التركيز على الشراكة: تسعى المدارس الحديثة إلى الشراكة مع المجتمع المحلي، وهذا يتطلب من المديرين أن يكونوا على اتصال وثيق مع أولياء الأمور والشركات والجهات الحكومية.

التركيز على الشفافية: تسعى المدارس الحديثة إلى الشفافية في جميع أوجه عملها، وهذا يتطلب من المديرين أن يكونوا على استعداد للإجابة عن أسئلة الطلاب وأولياء الأمور والموظفين.

من خلال تطبيق هذه الممارسات الحديثة، يمكن للمديرين تحسين العملية التعليمية في المدرسة وتحقيق أهدافها التعليمية.

تقويم الادارة المدرسية

تقويم الإدارة المدرسية هو أداة إدارية تساعد المديرين على التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة على جميع الأنشطة المدرسية، وضمان تحقيق أهداف المدرسة التعليمية.

يتكون تقويم الإدارة المدرسية من مجموعة من العناصر، منها:

الرؤية: هي الصورة المستقبلية التي يسعى المدير إلى تحقيقها للمدرسة.

الرسالة: هي الغاية التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها.

الأهداف: هي الأهداف التي تسعى المدرسة إلى تحقيقها في كل عام دراسي.

السياسات: هي القواعد التي تنظم عمل المدرسة.

الإجراءات: هي الخطوات التي يتم اتباعها لتنفيذ السياسات.

الميزانية: هي التقديرات المالية للمدرسة.

الجدول الزمني: هو الجدول الذي يحدد مواعيد تنفيذ الأنشطة المدرسية.

التقارير: هي التقارير التي يتم إعدادها عن سير العملية التعليمية في المدرسة.

يساعد تقويم الإدارة المدرسية المديرين على:

  • التخطيط والتنظيم للأنشطة المدرسية.
  • توجيه ومراقبة سير العملية التعليمية في المدرسة.
  • ضمان تحقيق أهداف المدرسة التعليمية.
  • تحسين كفاءة الأداء المدرسي.
  • اتخاذ القرارات الإدارية المناسبة.

يمكن أن يكون تقويم الإدارة المدرسية أداة فعالة في تحسين العملية التعليمية في المدرسة، إذا تم استخدامه بشكل صحيح.

خاتمة عن الإدارة المدرسية

تساهم الإدارة المدرسية المعاصرة في تحسين جودة التعليم ومخرجاته، وتحقيق الرضا لدى الطلاب وأولياء الأمور.

google-playkhamsatmostaqltradent