لغة الإشارة العربية: الخصائص، القواعد، وأمثلة عملية
اخر تحديث 30 مايو 2025
تعد لغة الإشارة واحدة من أكثر اللغات الإنسانية تعبيرًا وخصوصية، إذ تمنح الصم والبكم صوتًا بصريًا يُمكّنهم من التعبير عن أفكارهم، مشاعرهم، وتفاعلهم مع من حولهم. فهي ليست مجرد حركات عشوائية تؤدى باليد، بل لغة بصرية متكاملة لها بنية لغوية، قواعد، ودلالات تختلف من مجتمع لآخر، وتعكس ثقافة وبيئة مستخدميها.
رغم الأهمية البالغة لهذه اللغة، إلا أن المحتوى العربي العلمي حولها لا يزال نادرًا، خاصة فيما يتعلق بالتأصيل النظري والتحليل اللغوي المنهجي للغة الإشارة.
لذا نسعى من خلال هذا المقال إلى سد النقص الواضح في المحتوى العربي المتخصص بلغة الإشارة، من خلال مراجع موثوقة واستنادًا إلى مصادر علمية وكتب متخصصة معتمدة في مجال التربية الخاصة.
في هذا المقال، نتناول المفاهيم الأساسية لفهم من هم الأفراد الصم من منظور علمي، ونستعرض الخصائص اللغوية الفريدة للغة الإشارة، إلى جانب تحليل الفروقات الجوهرية بينها وبين اللغات المنطوقة.
كما استلهمنا هذا المقال من تجارب ميدانية، ونقاشات حقيقية مع مختصين وأشخاص من مجتمع الصم على مدار سنوات من العمل معهم.
سنشاركك نصائح وتجارب عملية مجرّبة للتواصل الفعّال مع الصم، مدعومة بأمثلة حقيقية وإشارات شائعة، بالإضافة إلى روابط لمصادر وكتب عربية نادرة تخدم هذا المجال الحيوي.
سواء كنت متخصصًا في التربية، أو مهتمًا بالتواصل الإنساني، أو تطمح لتعلم هذه اللغة لأهداف مهنية أو إنسانية، نأمل أن يكون هذا المقال خطوة أولى نافعة ومُلهمة لرحلتك في عالم لغة الإشارة.
من هم الأفراد الصم؟ فهم أساسي للتواصل
من منظور طبي، يُعرف الأفراد الصم بأنهم أولئك الذين يجدون صعوبة في إدراك الكلام عبر السمع وحده، سواء باستخدام سماعات الأذن أو بدونها. لذا، فإن لغة الإشارة لا تُمثل مجرد أداة تواصل، بل هي لغتهم الأولى التي تُمكنهم من التعبير عن أفكارهم ومشاعرهم والتفاعل مع العالم من حولهم.
مفهوم لغة الإشارة: لغة مرئية لا تُكتب
لغة الإشارة هي نظام فريد من الرموز اليدوية الخاصة، تتكامل مع تعبيرات الوجه وحركات الجسد لتمثيل الكلمات والمفاهيم والأفكار. تعتمد هذه اللغة بشكل كبير على حاسة الإبصار وقوة الملاحظة، فهي لغة مرئية تُرى ولكن لا تمتلك شكلاً مكتوبًا.
من المهم أن ندرك أن لغة الإشارة لا تحتوي على نفس المفردات أو تراكيب الجمل الموجودة في اللغات المنطوقة. إنها لغة فريدة من نوعها، ترتبط ارتباطًا وثيقًا بمجتمع الصم داخل كل دولة، وتختلف من بلد لآخر بناءً على تطورها الثقافي وخصائصها المحلية.
كغيرها من اللغات مثل اللغة العربية، تتأثر لغة الإشارة بالبيئة الطبيعية، العادات الاجتماعية، والثقافة المحيطة بمستخدميها. إنها لغة ذات خصوصية وطنية وإنسانية يجب احترامها وصيانتها من أي تأثيرات أجنبية قد تسعى لفرضها على لغة الإشارة المحلية.
خصائص لغة الإشارة: أوجه التشابه مع اللغات الإنسانية
على الرغم من تميزها، تشترك لغة الإشارة مع العديد من اللغات الإنسانية المنطوقة في خصائص وسمات أساسية، مما يؤكد على مكانتها كلغة حقيقية ومتكاملة:
الإبداعية: يتيح النظام اللغوي في لغة الإشارة إنشاء وفهم عدد لا محدود من العبارات، بما في ذلك العبارات الجديدة وغير المألوفة مسبقًا. فالأطفال الصم الذين يكتسبون لغة الإشارة كلغتهم الأم، سرعان ما يصبحون قادرين على توليد وفهم عدد لا محدود من العبارات، في عملية تُعرف بالاكتساب اللغوي.
الاستبدالية: تُمكن هذه الخاصية اللغوية مستخدمي لغة الإشارة من الحديث عن أحداث تقع في زمان ومكان بعيدين عن زمن ومكان الحوار نفسه، مثل التحدث عن الماضي أو المستقبل.
التبادلية: في أي حوار لغوي، يمكن للمرسل أن يتحول إلى مستقبل والعكس صحيح. طالما ينتمي المرسل والمستقبل إلى نظام لغوي واحد، فكلاهما قادر على إصدار الجمل وفهمها، وبالتالي يستطيعان تبادل الأدوار بمرونة.
إمكانية التعلم: تتمتع لغة الإشارة بخاصية أساسية تجعل من الممكن لأي إنسان، بغض النظر عن جنسه أو سلالته، أن يتعلمها في مرحلة الطفولة. يتطلب ذلك بالطبع توفر السلامة الصحية والتعرض لنماذج من هذه اللغة في ظروف بيئية مناسبة.
ما يميز لغة الإشارة عن اللغات المنطوقة؟
تنفرد لغة الإشارة ببعض الخصائص التي تميزها عن اللغات الإنسانية المنطوقة، مما يجعلها نظامًا لغويًا فريدًا:
1- العلاقة بين اللفظ والمعنى (التشبيه والإيماء):
في اللغات المنطوقة، لا توجد غالبًا علاقة طبيعية أو تمثيلية بين المفردة اللغوية وما تدل عليه. فمثلاً، لا يشبه لفظ "جبل" في تكوينه الصوتي الشكل الفعلي للجبل. على النقيض تمامًا، في لغة الإشارة، تعتمد المفردة الإشارية على الوصف بشكل كبير.
فحركة اليد تحمل وصفًا لمدلول الإشارة. على سبيل المثال، للتعبير عن كلمة "فيل" في لغة الإشارة، تُحاكي حركة اليد حركة خرطوم الفيل، مما يعكس المعنى بشكل مباشر. هذا يعني أن مفردات لغة الإشارة تحمل المعنى بداخل مكوناتها الحركية، على عكس المفردات في اللغة المنطوقة التي هي مجرد رموز لا تحمل المعنى في ذاتها.
2- التنوع في التركيب اللغوي:
يختلف التركيب اللغوي في لغة الإشارة عن اللغات المنطوقة. يبدأ التركيب الإشاري دائمًا بالمسند إليه (الموضوع الرئيسي) ثم بالمسند (ما يتعلق بالموضوع). يأتي توسع الجملة بعد ذلك، مثل ذكر المكان، وهذا التوسع يكون محدودًا جدًا في لغة الإشارة.
قد يرجع ذلك إلى اعتماد مستقبل الإشارة على حاسة الإبصار لالتقاط المفردات، أو لدقة استخدام المفردات، أو لاستغناء لغة الإشارة عن بعض الأدوات مثل أدوات العطف والنداء. يمكن أن يحتوي التركيب الإشاري على أكثر من مسند إليه، وفي هذه الحالة يبدأ بالمسند إليه الأصلي ثم الفرعي وفقًا للعلاقة العقلية.
على سبيل المثال، عند الحديث عن الأقارب، يبدأ الصم بالتفكير في أصل الشخص. فإشارة "الخالة" تبدأ بإشارة "أم" ثم إشارة "أخت" (أي أخت الأم). وبالمثل، إشارة "العمة" تبدأ بإشارة "أب" ثم إشارة "أخت" (أي أخت الأب).
في حين أن بعض الأسماء في اللغة العربية لها الصدارة في الجملة (مثل أسماء الاستفهام)، ليس هناك صدارة في لغة الإشارة إلا للمسند إليه، وتأتي أداة الاستفهام في نهاية الجملة. مثال: "شريف بيت فين؟" وتعني "أين يقيم شريف؟".
هنا، يبدأ التركيب الإشاري بوصف "شريف" (المسند إليه)، ثم "البيت" (المسند إلى شريف)، وأخيرًا أداة الاستفهام "فين". كذلك، يضع الأصم الفعل قبل نفيه في لغة الإشارة.
كما تبدأ الجمل في لغة الإشارة بالاسم ولا تبدأ بالفعل، فالأصل هو الحديث عن الفاعل أو صاحب الفعل ثم مكملاته كالمفعول به والفعل. الاستثناء الوحيد هو في حالة الأمر، حيث يجب أن تبدأ الجملة بالفعل نظرًا لطبيعة الفعل نفسه.
3- أسلوب التواصل:
الاعتماد الكلي على الرؤية تتسم اللغات الإنسانية المنطوقة بأسلوبين للتواصل: الأساسي هو الإرسال بالنطق والاستقبال بالسمع، والثانوي هو الإرسال بالكتابة والاستقبال بالقراءة.
أما لغة الإشارة، فلديها أسلوبها الخاص والفريد في الإرسال والاستقبال. يتم الإرسال من خلال حركات الجسم بكافة عناصرها: اليد بأصابعها، الفم بحركات الشفاه، العين والوجه بتعبيراتهما، الرأس وإيماءاته، والجسم باتجاهاته وحركاته.
أما الاستقبال، فيتم بالعين. لذا، لغة الإشارة ليست مجرد حركات تؤديها اليد، بل هي منظومة متكاملة من العناصر الأساسية التي تتضافر لتؤدي المعنى. هذه العناصر تشمل:
اليد: شكلها، وضعها بالنسبة للجسم، حركتها، اتجاه حركتها، وقوتها وحدتها.
الفم: حركات الشفاه، ودلالة الفم على قوة الفعل.
العين: اتجاه النظر.
الوجه: تعبيرات الوجه، واتجاه الحركة.
الجسم: الحركة، واتجاه الحركة.
4- التداخل والتشابك بين المفردات:
تتميز لغة الإشارة بتداخل وتشابك بين حركات الأيدي عند الانتقال من مفردة إشارية إلى أخرى داخل الجملة. فقد تبدأ جزء من اليد اليسرى بوضع حركي معين يمهد للدخول في إشارة المفردة التالية، على الرغم من أنها ليست حركة خاصة بإشارة المفردة الحالية.
وبالمثل، قد يظل جزء من اليد اليسرى على وضعه السابق بعد إنهاء إشارة مفردة سابقة لفترة قصيرة مع المفردة التالية، رغم أنها ليست حركة خاصة بإشارة المفردة التالية. هذا التداخل يساهم في سلاسة وربط الجملة الإشارية.
5- شمولية التعبير:
الصورة الكاملة في لمحة في اللغات المنطوقة، يتم نقل الفكرة أو الصورة الكاملة من المرسل إلى المستقبل تدريجيًا عبر تتابع وحدات بناء اللغة (الألفاظ). فالأصوات تتتابع لتكوين الألفاظ، ثم تتتابع هذه الألفاظ لتكوين وصف الصورة التي يحملها التركيب اللغوي (المعنى).
أما في لغة الإشارة، فيمكن التعبير عن المعنى كاملاً بحركة يد واحدة أو كلتا اليدين معًا في أماكن مختلفة من الجسم أو أمام المتحدث بالإشارة.
هذه التعبيرات تشمل حركة اليد، التحديد المكاني، شكل اليد، اتجاه حركة اليد، بالإضافة إلى نظرات العين، تعبيرات الوجه، وحركة الشفاه. في الواقع، تلعب السمات غير اليدوية المصاحبة لحركة اليد دورًا أكبر في تحديد المعنى وتركيب الجملة ووظيفة الكلمة.
تحليل لغة الإشارة: أنماط الإشارات المختلفة
تتميز لغة الإشارة بإمكانية إدراكها بواسطة حاسة البصر، وتتنوع إشاراتها باختلاف الكلمات من أسماء وأفعال. تُحاكي بعض الإشارات الأشياء من حيث شكلها، وأخرى من حيث طريقة حملها، وثالثة من حيث سلوكياتها، وغيرها الكثير.
إشارات تُحاكي طريقة استخدام الشيء:
تُحاكي هذه الإشارات حركة الأيدي عند استخدام الأشياء، ولكنها تكون أقصر وأقل حدة من الحركات الفعلية. أمثلة:
- حركة حمل فنجان القهوة بتقريب إصبعي الإبهام والسبابة للفم تعني "شرب فنجان القهوة".
- حركة تمشيط الشعر.
- حركة غسل الأسنان بالفرشاة.
- حركة غسيل الملابس.
- حركة القطع بالسكين.
إشارات تُحاكي شكل الشيء:
تُحاكي اليد في شكلها شكل الشيء، أو تتحرك محاكية حركته أو لترسم هيكله. أمثلة:
- إشارة "الطائرة" تُحاكي فيها اليد حركة الطائرة بالكامل.
- إشارة "الطائر" تُحاكي فيها اليدان حركة جناحي الطائر.
- إشارة "الفيل" تُحاكي فيها الذراع حركة خرطوم الفيل.
إشارات تُشير إلى مكان الشيء:
هذه الإشارات بسيطة، حيث يتحدد معناها بمجرد الإشارة إلى موضوعها ومكانها. أمثلة:
- إشارة "السماء" تكون بالإشارة بإصبع السبابة إلى الأعلى.
- إشارة "الفم" تكون بالإشارة بإصبع السبابة إلى الفم.
- إشارة "أنا" تكون بالإشارة بإصبع السبابة إلى الشخص نفسه الذي يتحدث.
- إشارة "أنت" تكون بالإشارة بإصبع السبابة إلى الشخص الذي يوجه إليه الحديث.
إشارات تُشير إلى سلوك الشيء:
تُحاكى فيها الشكل أو السلوك الشائع للشيء من خلال الحركات والإيماءات وتعبيرات الوجه. مثال:
- إشارة "أسد" تكون بتحريك اليدين على شكل مخلب مع تعبير الوجه عن الشراسة.
إشارات تُشير إلى الأفعال:
تُحاكي طريقة تنفيذ الفعل نفسه، وقد توجد إشارات متشابهة في الشكل لكنها تختلف في طريقة التنفيذ. مثال على حركة السير:
- "يسير": فرد إصبعي السبابة والوسطى لتصبح كشكل رقم (8) وتحريكهما للأمام.
- "يقف": جعل الإصبعين في وضع أفقي ثم تحويلهما مباشرة إلى وضع رأسي مع حركة دوران.
- "تحرك شخصان في اتجاه بعضهما": جعل الإصبعين في اليدين على شكل ثمانية متباعدين ثم تحريكهما تجاه بعضهما حتى يتقابلا.
- "مزدحمة بالناس": جعل الإصبعين في اليدين على شكل ثمانية متباعدين، ثم تقريبهما ليصبح أحدهما يمين الآخر، ثم إعادتهما لوضعهما بحركة للخلف، ثم يتقابلان مرة أخرى بانعكاس وضعهما السابق.
من المهم الإشارة إلى أن ليست كل الإشارات تمثل حركات أو تقليدًا للأشياء. ففي بعض الأحيان، قد تكون الإشارة مجرد تعبير ابتكره الصم من ذاتهم واكتسبوه كلغة لهم. لذا، فإن دراسة وتعلم هذه اللغة يجب أن يتم من الصم أنفسهم، ثم تحليلها لوضع القواعد المنظمة لها.
الإشارات المتشابهة: السياق هو المفتاح
تمامًا كما في اللغات المنطوقة (مثل كلمة "علم" في العربية بمعانيها المختلفة، أو "date" في الإنجليزية) ، تتشابه بعض الإشارات في لغة الإشارة في شكلها تمامًا بينما تختلف في المعنى.
على سبيل المثال، تتشابه إشارة "يوم الثلاثاء" وإشارة "سيدي بشر بالإسكندرية". كذلك، تتشابه إشارة "منطقة الشرابية بالقاهرة" وإشارة "السمك". والاختلاف في المعنى هنا لن يتضح إلا من خلال سياق الجملة نفسها.
طريقة استخدام لغة الإشارة: عناصر التواصل البصري
لغة الإشارة تتجاوز مجرد حركات اليدين لتشمل مجموعة متكاملة من التعبيرات الجسدية والبصرية:
تعبيرات الوجه: تُستخدم تعبيرات الوجه في لغة الإشارة للتمييز بين النفي والإثبات، وكذلك لنقل الأحاسيس مثل الدهشة، الغضب، الفرح، والحزن.
حركة الشفاه:
تُستخدم حركة الشفاه لمحاكاة نطق ألفاظ معينة من لغة الكلام، وتُقترن مع حركة الإشارة بدرجة أعلى ووضوح أكبر، ولكن دون إصدار صوت.
على سبيل المثال، عند التعبير عن "يكتب بتأنٍ" (أو "بالراحة" في النطق العامي)، تُحرك الشفاه لإعطاء حركة نطق الكلمة دون صوت، ويُقترن ذلك بحركة يد مضمومة ورأس الأصابع لأعلى تتحرك لأسفل وأعلى مرتين، مع تعبير وجه يفيد الهدوء.
وبالمثل، في كلمة "صعب"، تُحرك الشفاه لتعطي حركة نطق الكلمة دون صوت، مع حركة يد مقبوضة تُحرك بحدة واقتضاب الوجه، لتُعطي كلها إشارة "صعب".
حركة العين:
تُستخدم العين في لغة الإشارة للإشارة إلى من نتحدث إليه، وعن ماذا نقول. فعندما يتحدث الأصم عن شيء موجود حوله، فإنه ينظر إليه خلال الحديث بلغة الإشارة ثم يعيد النظر إلى من يحادثه.
الجسم والعين والوجه في السرد:
عند سرد موضوع يتضمن محادثة بين فردين، يبدأ الأصم بالإشارة إلى الفرد الأول، ثم يشير إلى يمينه كإشارة لحديث الفرد الأول، وينظر إلى يساره كإشارة لرد الفرد الثاني.
الأبعاد الثلاثة في لغة الإشارة:
تستخدم لغة الإشارة الأبعاد الثلاثة لتحديد المواقع والعلاقات المكانية. مثال: للتعبير عن أم تقيم في مسكن وابنها المتزوج يقيم في مسكن آخر بينهما طريق، يمكن للمتحدث أن يعتبر جسمه يمثل الطريق.
تُشير اليد اليمنى إلى مسكن الأم واليد اليسرى إلى مسكن الابن. وعند التعبير عن ذهاب الابن لزيارة والدته في الصباح، يتم الإشارة أولاً إلى الصباح، ثم الابن، ثم حركة "سار" التي تُنفذ بتحريك إشارة السير من اليسار إلى اليمين، أي من موقع الابن إلى موقع الأم.
نصائح ذهبية للتواصل الفعال بلغة الإشارة
للتواصل بنجاح مع الشخص الأصم، من الضروري مراعاة هذه النصائح المهمة:
- المواجهة والتواصل البصري: واجه الشخص الأصم وجهًا لوجه، وتأكد أن يديك أمامه. تذكر أن الأصم ينظر إلى شفاه الشخص المتعامل معه، لذا يجب استخدام اليد والكلام في نفس الوقت.
- جذب الانتباه بلطف: لتجنب إحراجه أو مقاطعة حديثه، لا تحاول جذبه من يده أو التلويح أمام وجهه. بدلاً من ذلك، انقر على كتفه لجذب انتباهه.
- التحدث بوضوح وابتسامة: تحدث بطريقة عادية وكن مرحًا؛ فالشخص المرح أفضل من العبوس. يعتقد البعض أن فتح الفم واسعًا أو التحدث ببطء يساعد الأصم على قراءة الشفاه بشكل أفضل، لكن هذا ليس صحيحًا. تحدث بشكل طبيعي، واستخدم تعبيرات الوجه واليدين والشفاه.
- وضع اليدين الصحيح: ضع يديك في موضع لا يغطي فمك، فمن الأفضل وضع يديك أعلى الصدر حتى يتمكن الأصم من النظر إلى اليدين والشفاه في نفس الوقت.
- مراعاة الفروق الفردية: تذكر أن مستويات الذكاء تختلف بين الصم. حاول معرفة قدرات الشخص الذي تتحدث إليه لتكييف طريقة تواصلك.
- تجنب الجمل الطويلة: حاول عدم استخدام جمل طويلة التعبير.
- لا تتردد في طلب التوضيح: إذا لم تفهم ما يقوله الأصم، لا تتردد في أن تطلب منه أن يبطئ في التحدث ولا تعطِ انطباعًا بأنك تفهم وأنت لا تفعل. ذلك قد يجعل الموقف محرجًا لك وللشخص الذي تتحدث معه.
- استفسر عن الإشارات الجديدة: لا تحاول تخمين معنى الإشارات التي تجهلها. بدلاً من ذلك، حاول السؤال عن معناها. هذا يُظهر اهتمامك بلغة الإشارة.
- كن فخورًا بتواصلك: لا تخجل من التحدث مع الشخص الأصم بلغة الإشارة في الأماكن العامة. كن فخورًا بذلك، لأن الشخص الأصم سيقدر هذا العمل وسيسهم في خلق مودة بينكما. قال لي أحد المدربين في أحد اللقاءات: "كل من يتقن لغة الإشارة، يحمل مفاتيح قلوب مجتمعنا." وهي جملة تختصر قيمة هذا الجهد الإنساني العميق.
- الإصرار والتكرار: تذكر أن لكل كلمة إشارة، حاول وضعها في موضعها الصحيح. إذا لم يفهمك الشخص الأصم، حاول إعادة الإشارة، وإن لم يفهم، أعدها مرة أخرى، وحاول الوصول إليه باستخدام إشارات مختلفة. يمكنك أيضًا محاولة تهجئة الكلمة أو كتابتها أو رسمها إن استطعت.
- كن إيجابيًا ومرحًا: لا تحاول الاعتذار عن عدم قدرتك على التخاطب مع الشخص الأصم. كن مرحًا؛ فالصم يدركون أن أي شخص لديه الرغبة في تعلم لغة الإشارة سيتعلمها من خلال التعليم والتدريب.
- التدريب المستمر: تدرب في أي وقت عن طريق قراءة قوائم الكلمات الجديدة والكلمات التي لا تعرفها، ومن خلال التدريب مع شخص أصم.
ومن واقع تجربتي الشخصية في التعامل مع أشخاص صم، لاحظت أن
الابتسامة تُعد مفتاحًا أساسيًا للتواصل الفعّال، حتى قبل بدء الإشارة.
كتب تعلم لغة الإشارة: طريقك نحو الإتقان
هناك ندرة في الكتب المتعلقة بلغة الإشارة في العالم العربي. ولكن، من الكتب الشهيرة والمفيدة في لغة الإشارة للصم والبكم نذكر ما يلي:
دورة تعلم لغة الإشارة مجانا
لتعميق فهمك لمبادئ لغة الإشارة وتطبيقها عمليًا، نقدم لك هذا الفيديو التعليمي الشامل (المحاضرة الأولى من كورس لغة الإشارة المجاني).
في هذا الفيديو، ستتعرف على المفاهيم الأساسية، وحركات اليد، وتعبيرات الوجه التي تشكل جوهر هذه اللغة البصرية الغنية. يُعد هذا المقطع بداية ممتازة لرحلتك نحو التواصل الفعال مع مجتمع الصم، ويوضح العديد من النقاط التي تم تناولها في مقالنا بطريقة عملية وواضحة.
ايضا اذا كنت مهتم بالحصول على كورس لغة إشارة مجانى اون لاين والحصول على شهادة سجل بياناتك وسوف نتواصل معك
لغة الإشارة الدولية Gestuno
يُطلق عليها أحيانًا "لغة جستونو" Gestuno كما ورد في نشرات الاتحاد الدولي للصم. وهي لغة الإشارة الموحدة لحروف اللغة الإنجليزية، وقد تم اعتمادها من خلال الاتحاد الدولي للصم.
المراجع:
لغة الإشارة تواصل مع الحياة،2006، جمعية أصداء لرعاية المعاقين سمعيًا.
قاموس لغة الإشارة المصرية، 2012، عمرو عباس عبد الفتاح، تامر بهاء الدين أنيس، ماجد أحمد نبوى، الجمعية الأهلية للصم.
في الختام
يتضح لنا أن لغة الإشارة ليست مجرد وسيلة تواصل، بل هي جسر حيوي يربط عالم السامعين بعالم الصم، ويفتح آفاقًا واسعة للتفاهم والاندماج. من خلال استعراضنا لمبادئها وخصائصها الفريدة، تبين لنا أنها لغة متكاملة، ذات قواعدها وهياكلها الخاصة، وتعبيراتها الغنية التي تتجاوز الكلمات المنطوقة.
إن تعلم لغة الإشارة هو استثمار حقيقي في الإنسانية؛ فهو يعزز التعاطف، ويزيل الحواجز، ويمكّن الأفراد من التعبير عن أنفسهم بحرية. سواء كنت تسعى للتواصل مع صديق أو فرد من العائلة، أو تطمح لخدمة مجتمع الصم، فإن كل إشارة تتعلمها تقربك خطوة نحو بناء مجتمع أكثر شمولاً وتفهمًا.
ندعوك لاحتضان هذه اللغة البصرية الساحرة، والاستفادة من الموارد المتاحة لتعلمها. تذكر أن كل جهد تبذله في هذا المسار يسهم في إثراء حياتك وحياة الآخرين، ويجعل عالمنا مكانًا أفضل للجميع. لنجعل التواصل متاحًا للجميع، ولنحتفل بتنوع اللغات التي تربطنا كبشر.
شارك
قل لنا لماذا تبحث عن مبادئ واسس لغة الإشارة، وما هى تجربتك مع هذه اللغة ؟
واذا كنت ترغب فى تعلم المزيد سجل فى الكورس المجاني اون لاين.