الذكاء الاصطناعي وزيادة فرص العمل للمكفوفين وذوي القدرات
مقال بحثي مشترك بقلم:
د. أحمد سيد أحمد حسن ، د. أحمد سيد محمد بيومي.
دكتوراه في علم الاجتماع جامعة عين شمس.
مقدمة
شهدت فرص العمل المتاحة لذوي القدرات، ولا سيما المكفوفين، تحولات تاريخية متعددة ارتبطت بالأدوات المتوفرة من ناحية، وبالمعارف والثقافة السائدة من ناحية أخرى.
في البدايات، ارتكزت الفرص على الاستماع والتلقي الشفهي، فبرز مبدعون مكفوفون في مجالات الشعر واللغة والفقه مثل أبو العلاء المعري والإمام الشاطبي. كما عُرف في تلك الفترة الطبيب الضرير داوود الأنطاكي في القرن السادس عشر، الذي ألّف نحو 26 كتابًا في الطب رغم كونه كفيفًا.
ومع مطلع القرن التاسع عشر، أحدثت طريقة برايل نقلة نوعية، إذ أتاحت للمكفوفين ولأول مرة القراءة والاطلاع المباشر، فدخلوا إلى التعليم النظامي ثم الجامعات وصولًا إلى سوق العمل. ورغم ظهور نسبة تشغيل للمكفوفين بلغت 5%، فإن كثيرًا من تلك الوظائف كانت شكلية، تقتصر على الحضور أو التوقيع دون ممارسة فعلية للعمل. ومن أبرز رموز تلك المرحلة طه حسين وعمار الشريعي وسيد مكاوي.
تلت ذلك مرحلة التقنية الحديثة والحواسيب والبرامج الناطقة، التي مكنت المكفوفين من المشاركة بفاعلية أكبر في مجالات مثل مراكز الاتصال والمبيعات. ومع ثورة الذكاء الاصطناعي مؤخرًا، توسعت آفاق التمكين أكثر، حيث توفرت أدوات وفرص عمل متنوعة ومؤثرة للمكفوفين في سوق العمل.
المبحث الأول: المكفوفين
ارتبطت دلالات الألفاظ المتعلقة بفقدان البصر عبر العصور بمصادر لغوية وشرعية وثقافية متعددة، ويمكن إجمال أبرزها فيما يلي:
الأعمى: مأخوذ من مادة العماء التي تعني الضلالة. ويُستخدم للدلالة على فقدان البصر حقيقةً، وعلى فقدان البصيرة مجازًا. يقال: عمي فلان أي ذهب بصره من عينيه كلتيهما، وجمعها عُميان (1).
الأكمه: من الكَمْه، أي العمى منذ الميلاد، ويُقصد به الذي يولد أعمى مطموس العينين (1).
الكفيف أو المكفوف: مأخوذ من مادة الكف التي تعني المنع. والمكفوف هو الضرير، وجمعها المكافيف (1).
الأعْمَة: من العَمَة، وهي التحيّر أو التردّد في الضلالة، كما قد تُطلق على فقدان البصيرة مجازًا. وتستعمل الكلمة غالبًا في سياق الذم، فيقال: رجل عمية القلب أي جاهل. ومنه قوله تعالى:
{فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنبَاءُ} [النمل: 66] (2).
الضرير: مرادف للأعمى، مأخوذ من الضر أي سوء الحال. ويُطلق على فاقد البصر، وقد يُستخدم كذلك للدلالة على المرض أو الفاقة أو العجز (2).
العاجز: لفظ شائع في الريف المصري يُطلق على الكفيف، انطلاقًا من عجزه عن القيام ببعض الأفعال التي يؤديها المبصرون. وهو مشتق من العجز بمعنى القصور أو التأخر عن القدرة (2).
المعوق بصريًا: مصطلح حديث مأخوذ عن الإنجليزية (Visually Handicapped)، ويستخدم غالبًا في البحوث الأكاديمية والمناقشات العلمية (3).
تعريف الكفيف
يعرف الكفيف بأنه:
الشخص الذي يعجز عن الرؤية بدرجة تمنعه من القراءة حتى مع الاستعانة بالنظارات (4).
الشخص الذي يعتمد في تعلمه وحياته اليومية على الحواس الأخرى غير حاسة البصر (4).
تعريفات الإعاقة البصرية
تعددت تعريفات الإعاقة البصرية في الأدبيات التربوية والطبية، ومن أبرزها:
تعريف أشروفت وزامبون (Ashroft & Zambone):
الإعاقة البصرية هي حالة عجز أو ضعف في الجهاز البصري تعيق أو تغير أنماط النمو عند الإنسان (5).
تعريف ديموت (Demott):
الإعاقة البصرية هي ضعف في أي من الوظائف البصرية الخمسة: البصر المركزي، البصر المحيطي، التكيف البصري، البصر الثنائي، ورؤية الألوان. ويحدث ذلك نتيجة أسباب تشريحية أو إصابة بمرض أو جروح في العين. ومن أكثر أشكال الإعاقة البصرية شيوعًا تلك المرتبطة بالبصر المركزي، والتكيف البصري، والانكسار الضوئي (5).
تعريف باراجا (Barraga):
يعد من أكثر التعريفات استخدامًا، وينص على أن "الأطفال المعوقين بصريًا هم الذين يحتاجون إلى تربية خاصة بسبب مشكلاتهم البصرية، مما يستلزم إدخال تعديلات خاصة على أساليب التدريس والمناهج لتمكينهم من النجاح تربويًا" (5).
التعريفات القانونية والتربوية للإعاقة البصرية
التعريف القانوني:
يُعرف المكفوف بأنه الشخص الذي تبلغ حدة بصره 20/200 أو أقل في العين الأقوى بعد اتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة، أو الذي لديه حقل إبصار محدود لا يتجاوز 20 درجة (5).
التعريف التربوي:
يُعرف المكفوف تربويًا بأنه الشخص الذي يعتمد في تعلمه على القنوات اللمسية أو السمعية بدلاً من البصرية (5).
تعريف منظمة الصحة العالمية (WHO)
وضعت منظمة الصحة العالمية تصنيفات متعددة للإعاقة البصرية (5):
الإعاقة البصرية الشديدة: حالة يؤدي فيها الشخص الوظائف البصرية على مستوى محدود.
الإعاقة البصرية الشديدة جدًا: حالة يجد فيها الإنسان صعوبة بالغة في أداء الوظائف البصرية الأساسية.
شبه العمى: اضطراب بصري لا يعتمد فيه الشخص على حاسة البصر.
العمى: فقدان كامل للقدرات البصرية.
تصنيفات الكف البصري
الكف الجزئي: يقسم بحسب طبيعة المرض ونسبة الرؤية إلى:
إعاقة بصرية ليلية.
إعاقة بصرية نهارية.
ويُعالج المصاب في هذه الحالة باستخدام المساعدات الطبية مثل العدسات والنظارات والمكبرات.
الكف الكلي: حالة يفقد فيها الشخص حاسة البصر بالكامل، فيعتمد على تدريب باقي الحواس مثل السمع واللمس والشم للتعويض (5).
تعريفات إضافية للإعاقة البصرية ورؤية نقدية
قدّم عدد من الباحثين تعريفات مختلفة للإعاقة البصرية، نذكر منها:
عبد المنعم الحفني: يرى أن كف البصر هو "فقد البصر أو العجز عن الرؤية، وقد يكون عضوياً، أو وظيفياً لأسباب غير عضوية، أو خلقياً منذ الولادة" (6).
جابر عبد الحميد جابر وعلاء الدين كفافي: يعرّفان كف البصر بأنه عدم القدرة على الرؤية الكاملة، وبالتالي عدم القدرة على استقبال المثيرات البصرية بشكل تام (6).
كمال الدسوقي: يعتبر أن الشخص الكفيف هو المحروم من البصر وغير القادر على قراءة المواد المطبوعة حتى مع استخدام النظارات (6).
عطيات ناشد: ترى أن الكفيف هو من لا يستطيع أن يهتدي إلى طريقه في بيئة غير مألوفة دون قيادة، أو من كانت قدرته البصرية عديمة القيمة الاقتصادية، أو من كان بصره ضعيفًا لدرجة تعجزه عن متابعة أعماله اليومية المعتادة (6).
عبد المطلب أمين: يوضح أن مصطلح المعوقين بصريًا يشير إلى درجات متفاوتة من الفقد البصري تتراوح بين العمى الكلي، حيث يفتقد الشخص الإحساس بالضوء ويعتمد كليًا على الحواس الأخرى، وبين حالات الفقد الجزئي التي تسمح بالاستفادة من بقايا البصر في التوجه والحركة والتعلم، باستخدام المعينات البصرية أو بدونها (6).
بهجت عبد السميع: يضيف أن كف البصر يعد من الإعاقات الحسية التي تقلل من قدرة الفرد على أداء وظائفه الاجتماعية، مما يجعله عرضة للمشكلات النفسية والاجتماعية واليومية مثل صعوبة الانتقال أو العناية بالذات. ويرى أن الكفيف يميل إلى الانطواء والعزلة، ويعاني من مشكلات مرتبطة بصورة الجسد، وضعف التوافق النفسي والاجتماعي، إضافةً إلى مشاعر القلق والاكتئاب والاغتراب (7).
رؤية نقدية للواقع المعاصر
على الرغم مما أورده بهجت عبد السميع، إلا أن واقع المكفوفين اليوم، خصوصًا مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي، يبرهن على اعتمادهم المتزايد على أنفسهم في شتى مجالات الحياة اليومية والتعليم والعمل.
فقد ساعدتهم التكنولوجيا والبرامج الناطقة وارتفاع نسبة التعليم بينهم على تعزيز قدراتهم الذاتية، مما جعلهم أكثر اندماجًا وتقبلًا في المجتمع.
كما أن الحاجة إلى الحب والتقدير لا تخص المكفوفين وحدهم، بل هي مطلب إنساني عام يشترك فيه الأطفال، وكبار السن، والنساء، وسائر الفئات الاجتماعية. وبالتالي، فإن مسؤولية المجتمع تكمن في توفير الدعم والاحتواء لجميع أفراده، لا سيما الفئات الأكثر هشاشة.
شواهد عملية
أثبت المكفوفون قدرتهم على ممارسة أنشطة رياضية لم تكن متاحة لهم سابقًا مثل القوس والسهم، حيث يمارسها المكفوفون جزئيًا (الفئة باء) رغم عدم إدراجها بعد في المنافسات العالمية.
كما يمارسون في ألمانيا رياضة تنس الطاولة، ويجري العمل على تطوير أدوات للرماية باستخدام مساعدات ضوئية أو سمعية (8).
كذلك، ساهمت الجمعيات الأهلية مثل جمعية رسالة في مصر بتنظيم دورات تدريبية لتنمية مهارات الحركة والاعتناء بالنفس للكفيفات، إضافةً إلى تدريبهن على الطبخ والعناية بالمنزل، وأظهرت النتائج نجاحًا كبيرًا في دمجهن وقدرتهن على أداء المهام بشكل طبيعي (8).
ومن الشواهد الميدانية أيضًا، ما ورد في رسالة دكتوراه لأحد الباحثين المشاركين في هذا المقال، حيث التقى بلاعبة قوس وسهم كفيفة كفًا كليًا حصلت على العديد من الجوائز والميداليات في لعبة تعتمد أساسًا على حاسة البصر (8).
تعريفات معاصرة للكفيف
تناول عدد من الباحثين والدارسين تعريف الكفيف من زوايا متعددة، ومن أبرز هذه التعريفات:
عبد الرحمن سليمان: يرى أن الكفيف كليًا هو الشخص الذي لا يستطيع الإبصار إطلاقًا، أو الذي لا تزيد حدة إبصاره عن (20/200) في أقوى العينين بعد استخدام النظارة الطبية بمقياس "سنلين" (Snellen). كما يدخل في هذا التعريف من تزيد حدة إبصار إحدى عينيه عن (20/200) بعد استخدام النظارة الطبية (9).
إبراهيم عباس: يعرّف المكفوفين بأنهم الذين فقدوا حاسة البصر أو كان بصرهم من الضعف لدرجة يحتاجون معها إلى أساليب تعليمية لا تعتمد على استخدام البصر، ولا تمكنهم من التعامل البصري مع متطلبات الحياة اليومية بالقدر الذي يسمح لهم بالأخذ والعطاء بكفاءة (9).
محمد عبد المؤمن حسن: يوضح أن التعريف التربوي للكفيف هو ذلك الشخص الذي تقل درجة إبصاره عن (20/200) في العين الأقوى حتى مع النظارة الطبية، لأنه لا يمكنه الاستفادة من الخبرات التعليمية التي تقدم للمبصرين. أما الأفراد الذين تتراوح درجة إبصارهم بين (20/70) و(20/200) بعد العلاج فيُعتبرون مبصرين جزئيًا (9).
لطفي بركات: ينظر إلى الكفيف من منظور اجتماعي، حيث يحدد استحقاقه للمساعدة الأدبية والمادية بناءً على حدة الإبصار (أقل من 6/60)، وكذلك مدى اتساع أو ضيق مجال الرؤية (9).
سعيد حسني العزة: يعرّف الكفيف مهنيًا بأنه الفرد الذي يعجز عن ممارسة عمله بسبب ضعف أو عجز في بصره، مما يؤدي إلى عجز اقتصادي يجعله غير قادر على كسب عيشه (9).
خليل المعايطة: يرى أن الكفيف مهنيًا هو الشخص الذي يستدعي ضعف إبصاره تدريبه على مهنة مناسبة لظروفه، بحيث يمكنه ممارستها بإتقان. وتُعرف هذه الأعمال بمهن المكفوفين ضمن نطاق التأهيل المهني (9).
خلاصة هذه التعريفات
تبيّن أن معظم هذه التعريفات ركزت على البُعد النقصي (الفقدان البصري)، سواء من الناحية التربوية أو الاجتماعية أو المهنية، وأبرزت أثر الإعاقة على قدرة الفرد على التعلّم أو العمل أو التوافق الاجتماعي.
غير أن هذه التعريفات تبدو اليوم بحاجة إلى تطوير في ضوء المتغيرات التقنية والتكنولوجية في القرن الحادي والعشرين، والتي غيرت واقع المكفوفين جذريًا.
تعريف مقترح للإعاقة البصرية في ضوء المستجدات الحديثة
يمكننا أن نضع تعريفًا حديثًا للإعاقة البصرية على النحو التالي:
الإعاقة البصرية: هي حالة قصور كلي أو جزئي في الإبصار، يُعوَّض عنها بالوسائل التقنية الحديثة والمعينات المساعدة، مما يتيح للفرد الكفيف التفاعل والاندماج في المجتمع كفئة منتجة وفاعلة.
وبناءً على هذا التعريف، فإن الشخص الكفيف هو:
من لديه قصور كلي أو جزئي في الإبصار.
تلقى تعليمًا مدرسيًا وجامعيًا.
يعتمد على تقنيات حديثة مثل قارئات الشاشة، المعينات البصرية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القراءة والكتابة والحركة والعمل.
يستخدم طريقة برايل في المراحل التعليمية المبكرة، إلى جانب الوسائل التكنولوجية المتقدمة لاحقًا.
وبذلك يمكن اعتبار الكفيف المعاصر أحد أهم الفئات المنتجة في المجتمع، لا سيما مع توظيف التكنولوجيا في حياته اليومية والمهنية.
المبحث الثاني: الذكاء الاصطناعي
شهد العالم في العقود الأخيرة تطورًا هائلًا في ميدان الذكاء الاصطناعي بفضل التقدم الكبير في التكنولوجيا وتقنيات معالجة المعطيات، إلى جانب الثورة الرقمية وما أتاحته من بيانات ضخمة (Big Data)، وهو ما ميّز الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية، واليابان، والصين، وألمانيا، وفرنسا. وقد مثّلت هذه التكنولوجيا نقلة نوعية في حياة المجتمعات على مختلف المستويات (10).
الذكاء الاصطناعي كظاهرة اجتماعية
لا يُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره مجرد تقنية برمجية أو أدوات تقنية، بل يُعد ظاهرة اجتماعية معقدة تُعيد تشكيل العلاقات الاجتماعية، والبُنى الاقتصادية، والثقافة.
ويهتم علم الاجتماع بتحليل انعكاساته على العدالة الاجتماعية، الخصوصية، والتحيزات الخوارزمية، فضلًا عن دوره في إعادة تشكيل سوق العمل.
ومن أبرز التعريفات السوسيولوجية للذكاء الاصطناعي:
نظام يحاكي العمليات المعرفية البشرية: مثل التعلم، والفهم، وحل المشكلات.
أداة اجتماعية-تقنية: تُستخدم لتحليل البيانات الاجتماعية الضخمة، بما يتيح فهم السلوكيات والأنماط المجتمعية.
قوة تحويلية: تُعيد تشكيل سوق العمل، والهياكل الاقتصادية، والديناميكيات الاجتماعية.
محاور البحث السوسيولوجي في الذكاء الاصطناعي
تركّز الأبحاث الاجتماعية حول الذكاء الاصطناعي على عدة محاور رئيسية، أبرزها:
تأثيره على سوق العمل:
يدرس الباحثون أثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف، والمهارات المستقبلية، والبطالة، وتوزيع الثروة. كما يتم تحليل كيف يمكن لهذه التقنيات أن تُكمل العمل البشري أو تحل محلّه في بعض القطاعات.
ويأتي هذا المقال البحثي ضمن هذا السياق، حيث يركّز على دور الذكاء الاصطناعي في توسيع فرص العمل لفئة مهمة من المجتمع، وهم ذوو الإعاقة البصرية (المكفوفون).
التحولات الاجتماعية والثقافية:
تتناول الدراسات أثر الذكاء الاصطناعي على التفاعلات الإنسانية، والقيم، والمعتقدات الاجتماعية. ومن أبرز القضايا التي تُناقش العلاقة بين الإنسان والروبوتات، وتأثير الخوارزميات في تشكيل الهوية الرقمية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
الأخلاقيات والتحيزات:
تُركّز أبحاث هامة على المخاطر الأخلاقية الناتجة عن التحيزات في الخوارزميات. حيث يمكن للبيانات المستخدمة في تدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي أن تعيد إنتاج التحيزات الاجتماعية القائمة على العِرق أو النوع الاجتماعي أو غيرها.
حوكمة الذكاء الاصطناعي:
تُعنى هذه الأبحاث بوضع أطر وسياسات تنظيمية تضمن الاستخدام المسؤول للذكاء الاصطناعي، مع حماية حقوق الإنسان، وتحقيق العدالة والمساواة.
المناهج البحثية السوسيولوجية:
يستخدم علم الاجتماع أدوات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الاجتماعية الضخمة، لتقديم رؤى متقدمة حول السلوك الإنساني والأنماط الاجتماعية، مما يفتح آفاقًا جديدة للمناهج البحثية.
تعريفات الذكاء الاصطناعي
تتنوع تعريفات الذكاء الاصطناعي تبعًا لاختلاف المجالات العلمية والمنظورات البحثية، ويمكن عرض أبرزها فيما يلي:
1. في علم الحاسوب (Computer Science)
التعريف الأكثر شيوعًا: الذكاء الاصطناعي هو فرع من علوم الحاسوب يهدف إلى إنشاء أنظمة وبرامج قادرة على محاكاة القدرات الذهنية البشرية مثل التعلم، والاستنتاج، وحل المشكلات، والإدراك، واتخاذ القرارات.
كما عرّف بأنه أحد فروع علوم الحاسبات الذي يهتم ببناء منظومات حاسوبية تظهر أشكالًا من الذكاء، بحيث تكون قادرة على استنتاجات مفيدة حول المشكلات، وفهم اللغات الطبيعية (11).
2. في الفلسفة (Philosophy)
التعريف الفلسفي: مجال يبحث في طبيعة الذكاء، والوعي، والعقل، والإرادة الحرة في سياق الآلات.
التركيز على قضايا فلسفية كبرى مثل "اختبار تورينج" (Turing Test)، وحجة "الغرفة الصينية" (Chinese Room) لجون سيرل، ومفهوم الذكاء العام الاصطناعي (AGI).
الهدف: ليس بناء الآلة، بل فهم معنى الذكاء نفسه والحدود الفاصلة بين البشري والاصطناعي.
3. في علم النفس المعرفي (Cognitive Psychology)
التعريف النفسي: الذكاء الاصطناعي هو أداة لدراسة كيفية عمل العقل البشري عبر بناء نماذج حاسوبية تُحاكي العمليات المعرفية كالذاكرة والإدراك واللغة.
التركيز: تصميم أنظمة (مثل الشبكات العصبونية الاصطناعية) لمحاكاة عمل الدماغ البشري، وفهم معالجة المعلومات والتنبؤ بالسلوكيات، بل والمساهمة في علاج بعض الاضطرابات النفسية.
4. في الاقتصاد (Economics)
التعريف الاقتصادي: الذكاء الاصطناعي قوة تحويلية تُحدث تغييرات جذرية في الإنتاجية والنمو الاقتصادي وسوق العمل.
التركيز: تأثيره على الوظائف (خلقها أو إلغاؤها)، توزيع الثروة، سياسات الضرائب، والابتكار.
يُنظر إليه كأداة لأتمتة المهام المعرفية وزيادة الكفاءة وابتكار منتجات وخدمات جديدة.
تعريفات عامة وحديثة
التعريف العام: قدرة الأنظمة الحاسوبية على أداء مهام تتطلب عادةً ذكاء بشري مثل الإدراك، الفهم، التعلم، اتخاذ القرار، وحل المشكلات.
أنظمة الأغراض العامة (GPAIS): أنظمة قادرة على أداء مهام متعددة لم يتم تدريبها عليها مسبقًا، مع التكيف مع بيئات جديدة بمرونة واستقلالية عالية.
التعريف السوشيو-تقني: الذكاء الاصطناعي إطار اجتماعي وتقني يجمع بين القدرات التقنية (التعلّم، التنبؤ) والبعد البشري (الغرض والاستخدام) وتوقعات المجتمع.
تعريف ماكنزي: قدرة الآلة على أداء الوظائف الإدراكية المرتبطة بالعقل البشري مثل التعلم والتفكير والتفاعل والإبداع.
تعريف ستانفورد: علم وهندسة صنع آلات ذكية قادرة على أداء مهام تحتاج عادةً إلى ذكاء الإنسان.
تعريف الاتحاد الأوروبي (High-Level Expert Group on AI): أنظمة تُظهر سلوكًا ذكيًا عبر تحليل بيئتها واتخاذ قرارات أو أفعال مستقلة لتحقيق أهداف محددة.
التعريف الأكاديمي في أبحاث الاتصال (Gil de Zúñiga وآخرون): قدرة الأنظمة غير البشرية على معالجة المعلومات والتفاعل مع البيئة والتأثير في العالم الواقعي.
التعريف الرياضي (Legg & Hutter, 2007): الذكاء هو القدرة على تحقيق الأهداف في بيئات متنوعة، ويُقاس بمدى قدرة النظام على التكيف مع مواقف جديدة.
رؤية نقدية
من وجهة نظرنا، فإن جميع هذه التعريفات تشترك في إبراز قدرة الذكاء الاصطناعي على محاكاة الذكاء البشري في التفكير، والفهم، وحل المشكلات، والتحليل. ومع ذلك، يبقى قاصرًا عن محاكاة المشاعر الإنسانية، والإبداع الخلّاق، والوعي الفطري.
لذا، ينبغي النظر إليه كأداة مساعدة لتعزيز القدرات البشرية وزيادة الإنتاجية، لا كبديل عن الإنسان، وإلا مثّل خطرًا على الحضارة والتقدم الإنساني.
الذكاء الاصطناعي والمكفوفون
عند ربط الذكاء الاصطناعي بفئة المكفوفين، فإنه يُعد أداة تمكين حقيقية شبيهة بما أحدثته طريقة برايل والبرامج الناطقة سابقًا. فهو يساعد الكفيف على:
القراءة والكتابة.
التعرف على الألوان والصور.
التفاعل مع الواقع المحيط.
تعزيز استقلاليته واعتماده على نفسه.
ومن التطبيقات الشائعة بين المكفوفين: ChatGPT، Gemini، Envision AI، Eleven Reader، وغيرها من التطبيقات التي توفر قراءة النصوص، التعرف على الصور، والمساعدة في الحركة اليومية.
دور الذكاء الاصطناعي في تمكين ذوي القدرات والمكفوفين في سوق العمل
لقد فتحت تقنيات الذكاء الاصطناعي أمام ذوي القدرات، ولاسيما المكفوفين منهم، مجالات أوسع في سوق العمل، وذلك من خلال توفير إمكانيات عديدة لم تكن متاحة لهم من قبل. ومن أبرز هذه الإمكانيات:
1. التعرف على النصوص والكلام (OCR & TTS)
تُستخدم خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحويل الصور والمستندات إلى نصوص يمكن قراءتها صوتيًا عبر تقنيات تحويل النص إلى كلام (Text to Speech).
وهذه الإمكانية تساعد المكفوفين على قراءة الكتب والمستندات بسهولة، مما يمكّنهم من أداء مختلف المهام الإدارية والوظيفية بشكل مستقل دون الحاجة إلى مرافقين، ويدعم بشكل أكبر إدماجهم في أعمال فعلية يمارسونها مثل غيرهم من المبصرين.
2. التنقل الذكي
قامت عدة شركات بتطوير أجهزة ذكية تعتمد على الرؤية الحاسوبية وخوارزميات الذكاء الاصطناعي لمساعدة المكفوفين على التنقل الآمن داخل أماكن العمل وخارجها.
3. المساعدات الصوتية الذكية
تُعد المساعدات الرقمية مثل Siri وAlexa وGoogle Assistant من أبرز التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي، حيث تتيح للمكفوفين تنفيذ المهام اليومية عبر الأوامر الصوتية دون الحاجة إلى التفاعل مع الشاشات، وهو ما يسهل بيئة العمل الرقمية ويزيد من استقلالية المكفوفين.
4. تطبيقات التواصل والتحرير النصي
وفرت تطبيقات مثل ChatGPT وMicrosoft Copilot أدوات مساعدة قوية لصياغة المحتوى، وإدارة الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، سواء عبر الإملاء الصوتي أو النصوص القابلة للقراءة بواسطة قارئات الشاشة.
الآثار الإيجابية للذكاء الاصطناعي على المكفوفين مهنياً
لقد كان لهذه التقنيات آثار بالغة الأهمية على حياة المكفوفين من الناحية العملية والمهنية، ومن أبرزها:
- زيادة فرص العمل عن بعد: إذ أصبح بإمكان المكفوفين شغل وظائف مثل خدمة العملاء، إدخال البيانات، التحرير، التعليم الإلكتروني، وغيرها.
- رفع الكفاءة والإنتاجية: حيث ساعدت الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي على تسريع إنجاز المهام وتقليل الاعتماد على الآخرين.
- تحسين التفاعل الاجتماعي في بيئة العمل: من خلال تقنيات تحويل النصوص والكلام التي عززت التواصل مع الزملاء والعملاء.
بفضل هذه الأدوات، ظهرت مجالات عمل متعددة للمكفوفين، يمكن تقسيمها إلى:
- مراكز الاتصال وخدمة العملاء: الكول سنتر، البيع، والتسويق الإلكتروني.
- المجال الإعلامي: التعليق الصوتي، الدوبلاج، الإذاعة، التلفزيون، الصحافة، وإدارة محتوى السوشيال ميديا.
- المجال التقني: البرمجة، الدعم الفني، وتكنولوجيا المعلومات.
- الأكاديمي والبحثي: التدريس الجامعي والبحث العلمي، وهو مجال دخل فيه المكفوفون منذ عهد الدكتور طه حسين، ومع تقنيات الذكاء الاصطناعي بات أكثر شمولًا وسهولة.
- المجال القانوني: العمل كمحامين أو مستشارين قانونيين أو باحثين في القانون.
- المجال العسكري: من خلال أعمال غير قتالية مثل تحليل البيانات الصوتية، الترجمة، الدعم الفني، والبحث العلمي داخل المؤسسات العسكرية.
- ريادة الأعمال: حيث نجح العديد من المكفوفين في تأسيس مشاريع خاصة، خاصة في القطاعات الخدمية والتكنولوجية، ويُتوقع توسع هذا المجال بفضل أدوات الذكاء الاصطناعي.
- الدعم النفسي والتوجيه المعنوي: المشاركة في الاستشارات النفسية والاجتماعية، والعلاقات العامة، والأنشطة الثقافية، واللغات، والشؤون القانونية.
نموذج تطبيقي: تجربة الكول سنتر (الدليل 140)
من أبرز النماذج الواقعية لتوظيف المكفوفين تجربة الشركة المصرية للاتصالات في تشغيل المكفوفين بخدمة عملاء الدليل 140:
البداية: انطلقت التجربة منذ ما يزيد عن 15 عامًا.
النجاح: يعمل المكفوفون جنبًا إلى جنب مع المبصرين، وأصبحوا اليوم الركيزة الأساسية في تقديم الخدمة.
أسباب النجاح:
- امتلاك الموظفين المكفوفين كفاءة مهنية وتعليمية وتقنية عالية.
- وجود ثقافة مؤسسية داعمة لدى إدارة الشركة وتشجيعهم على خوض التجربة.
- توفير التدريب العملي ثم الدمج في بيئة العمل الفعلية.
النتائج: نجاح التجربة بشكل مستدام حتى اليوم، واعتبارها نموذجًا رائدًا لتمكين المكفوفين في عمل فعلي.
السلبيات: لا تخلو التجربة من آثار جانبية مثل المشكلات الصحية الناتجة عن العمل الروتيني الطويل في الكول سنتر (الإجهاد، ضعف السمع، مشكلات صحية جسدية).
الرؤية المستقبلية
رغم ريادة تجربة الكول سنتر، إلا أن حصر المكفوفين في هذا المجال يُعد تقليلًا من قدراتهم. ومن هنا تأتي أهمية هذا المقال البحثي في الدعوة إلى:
وسيع مجالات العمل: بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتعميم النماذج الناجحة على مجالات أخرى.
تغيير ثقافة أصحاب العمل: تجاه الكفاءة الحقيقية للمكفوفين، والانتقال من التوظيف الرمزي إلى التوظيف الفعلي.
التأهيل والتدريب: على الأدوات الحديثة ليكون المكفوفون قادرين على المنافسة في سوق العمل المتطور.
تعظيم أثر التقنية: بحيث يصبح الذكاء الاصطناعي وسيلة أساسية لتمكينهم، لا مجرد أداة مساعدة.
الصعوبات والتحديات
على الرغم من الآمال الكبيرة المعقودة على الذكاء الاصطناعي في تمكين المكفوفين وذوي القدرات في سوق العمل، فإن هناك العديد من التحديات والصعوبات التي تواجه هذا المسار، ومن أبرزها:
الحاجة إلى تطوير واجهات استخدام أكثر توافقًا مع قارئات الشاشة، بما يضمن سهولة الوصول والاستخدام.
ضرورة تدريب المكفوفين وأرباب العمل على الاستفادة المثلى من الأدوات والتطبيقات الذكية.
ارتفاع الكلفة المالية لبعض الأجهزة المتخصصة في مجال التكنولوجيا المساعدة، مما يحد من قدرة شريحة واسعة على اقتنائها.
أهم التوصيات وآليات وخطوات التنفيذ
لتجاوز هذه التحديات وتعظيم أثر الذكاء الاصطناعي في تمكين المكفوفين وذوي القدرات في سوق العمل، يمكن طرح مجموعة من التوصيات العملية، تشمل:
- تشجيع الابتكار المحلي في مجال التكنولوجيا المساعدة، عبر دعم الشركات الناشئة والمبادرات الشبابية في هذا المجال.
- دمج الذكاء الاصطناعي ضمن سياسات التوظيف الدامجة لضمان عدم استبعاد المكفوفين من فرص العمل الرسمية.
- دعم المبادرات الحكومية والمنظمات الأهلية لتوفير الأجهزة المساعدة بأسعار مدعمة، وتقديم برامج تدريبية موجهة.
- تفعيل الشراكات بين القطاعين العام والخاص بهدف خلق بيئات عمل شاملة تراعي احتياجات المكفوفين.
- نشر الثقافة التكنولوجية وتعليم الذكاء الاصطناعي ضمن المناهج التعليمية للمكفوفين بدءًا من التعليم الأساسي وصولاً إلى الجامعات.
- تطوير مراكز المكفوفين بالجامعات المصرية (مثل مركز إبصار بكلية الآداب – جامعة عين شمس، ومركز طه حسين بجامعة القاهرة) وتحويلها إلى مراكز بحثية وتدريبية في مجالات التقنية الحديثة وأدوات الذكاء الاصطناعي، بدلاً من اقتصار دورها على طباعة المواد الدراسية وإجراء الامتحانات فقط.
- إطلاق برامج توظيفية وطنية بالتعاون بين المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني.
- الاستثمار في البنية التحتية التكنولوجية ودعم البحث العلمي المتخصص في تطوير أدوات مساعدة للمكفوفين.
- تعديل البيئة التشريعية والقانونية لتواكب التطورات التكنولوجية، وضمان حقوق ذوي القدرات وخاصة المكفوفين في سوق العمل.
- تغيير المفاهيم التقليدية حول ذوي القدرات من خلال الإعلام (الصحافة، الإذاعة، التلفزيون، ومواقع التواصل الاجتماعي) عبر تقديم محتوى توعوي، ونشر نماذج وتجارب عملية ناجحة في توظيف المكفوفين.
- تعزيز دور الجمعيات الأهلية ومنظمات المجتمع المدني في تقديم الدورات التدريبية، وتوفير الأجهزة التكنولوجية المتخصصة بأسعار مدعمة أو عبر التبرعات.
- توسيع دور الشركات ومؤسسات العمل من خلال المسؤولية الاجتماعية، عبر تنظيم دورات تدريبية للمكفوفين في مهارات التواصل، اللغات، أساسيات الحاسوب، والبرامج المساعدة.
- نموذج رائد: تجربة مؤسسة دايزن التابعة لإحدى شركات الاتصالات، والتي قامت بتدريب المكفوفين على مهارات الاتصال وتقنيات الكمبيوتر، ثم عقدت مقابلات عمل بالتنسيق مع أصحاب الشركات، مما أتاح توظيف عدد كبير منهم في مجالات مثل خدمة العملاء.
- التوصية: تعميم هذا النموذج وتوسيع نطاقه ليشمل مؤسسات وشركات أخرى.
- تعزيز دور المكفوفين أنفسهم في تطوير قدراتهم المهنية والتقنية والتواصلية، من خلال السعي لاكتساب المهارات الحديثة بما يتناسب مع متطلبات سوق العمل.
الخاتمة
يتضح من خلال هذا البحث أن رحلة المكفوفين في سوق العمل قد مرت بمراحل تاريخية متباينة، تراوحت بين الاعتماد على الحفظ والتلقي الشفهي، وصولاً إلى الاندماج الفعلي في مختلف المجالات بفضل ثورة التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي.
وقد أسهمت هذه التقنيات في تحويل الإعاقة البصرية من عائق إلى فرصة، عبر أدوات مكنت المكفوفين من القراءة والكتابة والتواصل والتنقل والعمل باستقلالية أكبر.
ومع ذلك، فإن التحديات لا تزال قائمة، بدءًا من ارتفاع تكلفة الأجهزة المتخصصة، مرورًا بالحاجة إلى تدريب متواصل للمكفوفين وأصحاب العمل، وصولًا إلى ضرورة تطوير التشريعات والسياسات الدامجة.
وهذا يضع على عاتق الحكومات، والمؤسسات الأكاديمية، والقطاع الخاص، والمجتمع المدني مسؤولية مشتركة لتبني استراتيجيات عملية تدعم دمج المكفوفين بشكل أوسع في سوق العمل.
إن استثمار الذكاء الاصطناعي في هذا المجال لا يجب أن يُنظر إليه كخيار تقني فحسب، بل كقضية إنسانية وتنموية تعكس قيم العدالة والمساواة، وتسهم في بناء مجتمع أكثر شمولًا.
ومن هنا تأتي أهمية تحويل المبادرات الفردية والتجارب الناجحة – مثل تجربة الكول سنتر – إلى نماذج مؤسسية معممة تغطي قطاعات أوسع كالتعليم، والقانون، والبحث العلمي، وريادة الأعمال.
وبناءً على ما سبق، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة قوية لتمكين المكفوفين وذوي القدرات، شريطة أن يُوظف في إطار بيئة قانونية ومجتمعية وثقافية داعمة، وأن يُستخدم كوسيلة للتطوير لا كبديل عن الطاقات الإنسانية والإبداع الفطري.
فالهدف النهائي هو الانتقال من مرحلة إتاحة الفرص إلى مرحلة تعظيم المشاركة والفاعلية، بحيث يصبح المكفوفون عنصرًا منتجًا ومؤثرًا في المجتمع، مسهمين في نهضته وتقدمه على قدم المساواة مع غيرهم.
المراجع والهوامش
أولاً: المراجع العربية
1. عيسى، مراد علي. الكمبيوتر وذوي الإعاقة البصرية المكفوفين: دراسة نظرية وتطبيقية. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2008، ص 107-108.
2. الرازي، محمد بن أبي بكر عبد القادر. مختار الصحاح. تحقيق: محمود خاطر. مكتبة لبنان ناشرون، بيروت، طبعة جديدة، 1995، ص 259.
3. عمر، محمد التيجاني إبراهيم. تحليل وتقويم أداء معلم المكفوفين بمرحلة الأساسي في السودان. رسالة دكتوراه، جامعة أم درمان الإسلامية، كلية التربية، 1996، ص 9.
4. خالد، فواز. التربية العلمية للمكفوفين ورعايتهم وتعليمهم. عمان: دار الشامي للنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2006، ص 13-14.
5. عبد السميع، بهجت محمد. الاغتراب لدى المكفوفين: ظاهرة وعلاج. القاهرة: دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2007، ص 6، 69-71.
6. محمود، محمد رفعت حسن. فئات المكفوفين ومسابقات الميدان. سلسلة الألعاب الرياضية للمعاقين، عدد 19، المكتبة المصرية للطباعة والنشر والتوزيع، الإسكندرية، 2006، ص 71.
7. عيسى، مراد علي. الكمبيوتر وذوي الإعاقة البصرية المكفوفين: دراسة نظرية وتطبيقية. دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، الطبعة الأولى، 2008، ص 109-111.
8. بن عثمان، فريدة. "الذكاء الاصطناعي: مقاربة قانونية." مجلة السياسة والقانون، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة قاصدي مرباح – ورقلة، مجلد 12، عدد 2، 2020، ص 177.
9. سباع، أحمد الصالح، ويوسفي، محمد. "تطبيقات استراتيجيات الذكاء الاصطناعي على المستوى الدولي: الإمارات العربية المتحدة نموذجًا." مجلة الميادين الاقتصادية، كلية العلوم الاقتصادية والعلوم التجارية، الجزائر، مجلد 1، عدد 1، 2018، ص 33.
10. جمال الدين، نادية يوسف وآخرون. "الذكاء الاصطناعي: مفهومه وأهميته وخصائصه ومجالاته وتطبيقاته." كلية الدراسات العليا للتربية، جامعة القاهرة، 2023.
ثانياً: المراجع الأجنبية
• Sheikh, H., et al. (2023). Artificial Intelligence: Definition and Background. Springer.
• Collins, C., et al. (2021). Artificial Intelligence in Information Systems Research. Information Systems Journal.
• Xu, Y., et al. (2021). Artificial intelligence: A powerful paradigm for scientific…. PMC.
• Stanford University. (2022). Brief Definitions of Key Terms in AI. Stanford HAI.
• Dahlke, J. (2024). Towards a Sociotechnical Definition of Artificial Intelligence. arXiv.
• Legg, S., & Hutter, M. (2007). Universal Intelligence: A Definition of Machine Intelligence. arXiv.
• Triguero, I., et al. (2023). General Purpose Artificial Intelligence Systems (GPAIS). arXiv.
• Hajkowicz, S., et al. (2023). AI adoption in sciences and humanities: A bibliometric analysis. arXiv.
• Collins, C., et al. (2021). Artificial Intelligence in Information Systems Research. Information Systems Journal.
• Xu, Y., et al. (2021). Artificial intelligence: A powerful paradigm for scientific…. PMC.
• Stanford University. (2022). Brief Definitions of Key Terms in AI. Stanford HAI.
• Dahlke, J. (2024). Towards a Sociotechnical Definition of Artificial Intelligence. arXiv.
• Legg, S., & Hutter, M. (2007). Universal Intelligence: A Definition of Machine Intelligence. arXiv.
• Triguero, I., et al. (2023). General Purpose Artificial Intelligence Systems (GPAIS). arXiv.
• Hajkowicz, S., et al. (2023). AI adoption in sciences and humanities: A bibliometric analysis. arXiv.