13 بحث ودراسة حديثة عن الأقزام
نقدم لك ملخصات تفصيلية لهذه الدراسات، مصحوبة بتحليل دقيق، لنبني وعيًا حقيقيًا حول هذه الفئة الهامة، ونمهد الطريق نحو سياسات أكثر عدالة ودمجًا وإنصافًا.
من هم الأقزام؟ وما الفرق بين قصر القامة والقزامة؟
يُطلق مصطلح "قزم" على الشخص الذي يقل طوله عن 135 سنتيمترًا في سن البلوغ، وهو تعريف متعارف عليه طبيًا وإحصائيًا. لكن من الضروري التفرقة بين حالتين شائعتين:
قِصر القامة (Short Stature): حالة يكون فيها الشخص أقصر من المتوسط العام لطوله حسب العمر والجنس، لكنها لا ترتبط دائمًا بخلل جيني أو حالة مرضية.
القزامة (Dwarfism): اضطراب طبي ناتج عن عوامل جينية أو مشكلات في النمو العظمي أو الهرموني، وغالبًا ما يصاحبها تشوهات أو مشكلات صحية إضافية، مثل تقوس الساقين أو تحدب العمود الفقري.
وترتبط القزامة بعدة أنواع، منها:
- القزامة التكوينية (Achondroplasia): وهي الأكثر شيوعًا.
- قزامة نتيجة نقص هرمون النمو (Growth Hormone Deficiency).
- القزامة النسبية الناتجة عن أمراض مزمنة أو سوء تغذية حاد في مراحل الطفولة.
ولأن القزامة قد تعيق الفرد عن أداء بعض الأنشطة اليومية بشكل طبيعي، فقد اعتبرتها الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة شكلاً من أشكال الإعاقة، خاصة عندما تؤثر على المساواة في الفرص والاندماج المجتمعي.
وفي السياق المصري، عانت هذه الفئة لفترة طويلة من غياب التعريف الرسمي والتصنيف الواضح ضمن فئات الإعاقة، مما أدى إلى حرمان العديد من الحقوق القانونية والاجتماعية، وهو ما سنوضحه في الأبحاث القادمة.
القزامة في مصر: الأرقام، التحديات، والاعتراف الدستوري
تشير التقديرات غير الرسمية إلى أن عدد الأشخاص الأقزام في مصر يتراوح ما بين 100 ألف إلى 250 ألف مواطن، وهو ما يمثل تقريبًا ثلث عدد الأقزام في العالم.
ومع ذلك، لم يتم إدراج هذه الفئة ضمن تصنيفات التعداد السكاني الرسمية حتى وقت قريب، بسبب غياب تعريف واضح أو توصيف دولي ملزم للقزامة في نماذج الإحصاء الرسمية.
ففي التعداد السكاني لعام 2017 على سبيل المثال، لم تتضمن استمارة البيانات أية فئة مستقلة تُعنى بالأقزام، وهو ما أقر به مسؤولون في الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، مؤكدين أن تجاهل هذه الفئة في التعداد جاء نتيجة عدم طلب تعديل البنود من المجلس القومي لشؤون الإعاقة وقتها، مما حرم الأقزام من التمثيل الرقمي الدقيق في السياسات الحكومية والخطط الوطنية.
من أبرز التحديات التي يواجهها الأقزام في مصر
- نظرة مجتمعية قاصرة تتراوح بين الشفقة والسخرية، وتُجسدهم غالبًا في الإعلام بشكل سلبي.
- غياب الدمج الحقيقي في التعليم والعمل، خاصة مع ضعف البنية التحتية المناسبة لطبيعة حركتهم.
- عدم توافر تأمين صحي مخصص أو تأهيل طبي مستمر، رغم حاجتهم الماسة إلى العلاج الطبيعي ودعم العضلات والعظام.
- ضعف التمثيل السياسي والنقابي، ما يُعيق مطالبتهم بحقوقهم من خلال قنوات رسمية فعالة.
ورغم هذه التحديات، شكل عام 2018 نقطة تحول، حيث تم إعلان هذا العام "عام ذوي الاحتياجات الخاصة" في مصر، وهو ما أتاح فرصة لظهور أصوات الأقزام بشكل أوسع في الإعلام والمؤتمرات، والمطالبة بحقوقهم ضمن فئة "ذوي الإعاقات الحركية".
كما ينص الدستور المصري في مادته (81) على أن:
"تلتزم الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في جميع المجالات، والعمل على إدماجهم في المجتمع، وتوفير فرص متكافئة لهم في التعليم والعمل والخدمات والرعاية الصحية والاجتماعية."
ومع ذلك، فإن التطبيق العملي لا يزال دون المستوى المطلوب، مما يدفع إلى الحاجة لمزيد من الجهود المؤسسية والمجتمعية لدعم هذه الفئة وتمكينها.
تحليل شامل لأبرز الدراسات الأكاديمية حول الأقزام في مصر
تُعد الدراسات التالية نتاجًا علميًا موثقًا تم تقديمه ضمن فعاليات الدورة العاشرة من مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة، الذي نظمته الإدارة العامة للتمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة بالهيئة العامة لقصور الثقافة وزارة الثقافة تحت عنوان: "قضايا التمكين الثقافي في مصر بين التمكين الثقافي والتنمية المستدامة" وذلك في مركز الجيزة الثقافي ديسمبر 2018
وقد شكّل هذا المؤتمر اطلالة مهمة سلطت الضوء على فئة الأشخاص الأقزام في مصر، من خلال مجموعة من الأبحاث الأكاديمية الرصينة التي تناولت أوضاعهم النفسية، والاجتماعية، والقانونية، والإعلامية، والصحية، والتربوية، والاقتصادية.
وفيما يلي عرض تحليلي لأهم ما قدمته هذه الدراسات:
"الاحتياجات الثقافية والإعلامية للأشخاص الأقزام" – د. صابر حمد
تناولت غياب فئة الأقزام عن التمثيل الإيجابي في وسائل الإعلام والثقافة، وركّزت على أهمية إدماجهم في الأنشطة الثقافية الرسمية، وتصحيح الصورة النمطية التي ترسخها الصحافة والدراما. اعتمدت الدراسة على مقابلات ميدانية وتحليل مضمون إعلامي، وكشفت عن احتياجات حقيقية لدى الأقزام في مصر تتعلق بالاعتراف المجتمعي، وتوفير منصات للتعبير عن الذات، والتثقيف المجتمعي بقضاياهم. وأوصت بضرورة إدماجهم في سياسات التمكين الثقافي، وتدريب الإعلاميين على تقديم صورة عادلة وإنسانية عنهم.
"سيكولوجية الأقزام وتحسين جودة الحياة لديهم في ضوء توجهات الدولة" – أ.د جمال شفيق
بحثت الدراسة الجوانب النفسية والاجتماعية لحياة الأشخاص قصار القامة، مركزة على مشاعر القلق، الانطواء، وانخفاض تقدير الذات الناتجة عن التمييز المجتمعي. تشير الدراسة إلى تأثيرات القزامة على التكيف النفسي خاصة في الطفولة والمراهقة، وتؤكد أن تحسين جودة الحياة لهذه الفئة يتطلب تدخلات نفسية متخصصة، ودعمًا أسريًا ومجتمعيًا، وسياسات تعليمية وإعلامية دامجة تُعيد الاعتبار لإنسانيتهم وقدراتهم.
"التداعيات الصحية - التنموية للتقزم الغذائي بين الأطفال دون سن الخامسة في مصر" – د. محمد فرج
حللت الدراسة أبعاد مشكلة التقزم الغذائي لدى الأطفال المصريين دون سن الخامسة، مبيّنة أن سوء التغذية المزمن هو سبب رئيسي في تأخر النمو البدني والعقلي، ويؤثر على قدرة الطفل على التعلم والعمل مستقبلًا. عرض الباحث مؤشرات ارتفاع نسب التقزم في مصر مقارنة بالعالم، وأوضح ارتباطها بنقص العناصر الغذائية مثل الحديد واليود وفيتامين (د). كما تناول الآثار الصحية (كالأنيميا والإسهال) والاقتصادية (خسارة الناتج القومي)، وأوصى بسياسات داعمة للتغذية مثل دعم الرضاعة الطبيعية، تحصين الغذاء، وتثقيف الأمهات، لمواجهة هذه الظاهرة ذات الأثر العميق على التنمية البشرية.
"الاختلاف بين الخصوبة .. والخصومة قراءة في: ( جَلِفَر في بلاد الأقزام)" – أ.د مصطفى أبو طاحون
قدمت الدراسة قراءة تربوية تحليلية لقصة "جلفر في بلاد الأقزام" من تأليف كامل كيلاني، مستخلصةً رمزية الأقزام في تمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة وحقوقهم. ناقشت قيم التنوع، واحترام الآخر، وأهمية دمج المختلفين لا إقصائهم، داعيةً إلى تطوير خطاب تربوي يُنمّي التقبل الاجتماعي والتعاطف بدلاً من التنميط والتمييز.
"الصورة المدركة لقصار القامة لدى طلاب الجامعة: دراسة استكشافية" – أ.د محمد حسن غانم
هدفت الدراسة إلى استكشاف تصورات طلاب جامعة حلوان حول قصار القامة، مركّزة على الأسباب المدركة لقصر القامة، والسمات الإيجابية والسلبية، والصورة المجتمعية السائدة. أظهرت النتائج أن معظم الطلاب يعزون القزامة لأسباب وراثية، لكن نسبة ملحوظة ربطتها بمفاهيم خاطئة مثل "غضب إلهي". كما كشفت الدراسة عن تصورات سلبية بارزة تتعلق بالقدرات العقلية والاجتماعية للأقزام، مقابل نسبة أقل من السمات الإيجابية مثل الذكاء وخفة الظل. وأوصت الدراسة بضرورة توعية طلاب الجامعات، وتصميم برامج تربوية وثقافية لتعديل هذه التصورات السلبية نحو هذه الفئة المجتمعية.
"معجم الجاهلية والإهانة! الأبعاد الثقافية للقزامة في المعجمية العربية – دراسة تحليلية تأصيلية نقدية مقارنة" – أ.د خالد فهمي
تناولت كيف صوّرت المعاجم العربية التقليدية القزامة من خلال مفردات تحمل دلالات سلبية مثل السخرية، الدونية، والاحتقار. وبيّن الباحث أن هذه المعاجم ساهمت في ترسيخ نظرة دونية اجتماعية تجاه الأقزام، حيث ارتبطت مفردات مثل "قزم" و"دحدوح" بمعانٍ تُحقّر من القيمة الإنسانية. دعت الدراسة إلى مراجعة الخطاب اللغوي والتراثي، وإعادة بناء المعجم العربي بمنظور إنساني يراعي الكرامة والاختلاف.
"صورة القزم في الأدب العربي بين القديم والجديد" – أ.د وائل علي
ناقشت تمثيلات الأقزام في النصوص الأدبية العربية، موضحة أن صورتهم في الأدب القديم غالبًا ما اقترنت بالهامشية أو الكوميديا أو السخرية، في حين شهد الأدب الحديث تطورًا جزئيًا في تقديم القزم كشخصية إنسانية لها أبعاد نفسية واجتماعية. وأشارت الدراسة إلى أن الأدب يعكس نظرة المجتمع، وأن استمرار التنميط الأدبي يكرّس الإقصاء الرمزي. أوصى الباحث بضرورة إعادة تقديم شخصية القزم في الأدب باعتباره نموذجًا إنسانيًا غنيًا يستحق التعاطف والفهم لا التندر.
"التراث الشعبي حول الأقزام" – أ. منى النشار
تتناول الدراسة تمثيلات الأقزام في التراث الشعبي العربي والأوروبي، مركّزة على غيابهم شبه التام في الفولكلور العربي الحديث رغم وجودهم التاريخي في مصر القديمة، مقابل حضورهم القوي في الحكايات والأساطير الأوروبية. تسلط الضوء على الصورة النمطية السلبية التي رُسمت للأقزام من خلال الحكايات المنقولة، وتدعو إلى استعادة تراثهم الثقافي وتوثيق طقوسهم وممارساتهم في الحياة اليومية، مع تأكيدها على أن الأدب الشعبي، خاصة الأوروبي، أظهرهم بصور إيجابية كرموز للخير والعون. كما تعرض الدراسة نماذج من العادات والمعتقدات والفنون الخاصة بالأقزام في إفريقيا وآسيا، وتوضح كيف استخدمت الصين هذا التراث لإنشاء مدينة ثقافية متكاملة للأقزام.
"الحقوق القانونية للأقزام" – أ. محمد مختار
تناولت الوضع القانوني للأشخاص قصار القامة في مصر، مبينًا أن التشريعات الحالية لا تتضمن تعريفًا واضحًا للقزامة ضمن فئات ذوي الإعاقة، ما يؤدي إلى حرمانهم من كثير من الحقوق والخدمات. أوضح الباحث غياب الاعتراف الرسمي بالقزامة كإعاقة في القوانين المصرية، مما يؤثر على فرصهم في التعليم، والرعاية الصحية، والتوظيف، والتمكين المجتمعي. ودعا إلى ضرورة تعديل القوانين لتشمل الأقزام صراحة، وتفعيل آليات لضمان العدالة والمساواة لهذه الفئة.
"الأبعاد الدلالية لصورة الأقزام في الحكاية الخرافية الفارسية" – د. غادة عبد القوي
تناولت الدراسة صورة الأقزام في الحكايات الخرافية الفارسية كمرآة لثقافة المجتمع الإيراني وموقفه من ذوي القامة القصيرة. استخدمت الباحثة المنهج التحليلي والاستقرائي، واستعرضت نماذج قصصية مثل "حبة الحمص" و"شبر" و"نصف قطعة"، لتبرز الأبعاد المادية (كالهيئة والاسم والطول) والمعنوية (كالصفات والأفعال والحوار). وقدّمت الحكايات صورة نمطية تكرّس الشكل الخارجي وتغفل المشاعر والقدرات العقلية، رغم أن بعضها أظهر ذكاء الأقزام ومهاراتهم في الحيلة والنجاح. وأوضحت الدراسة أن هذه الصورة مستمدة من مصادر أسطورية ودينية وتاريخية وأدبية، مما يعكس تراكمًا ثقافيًا يؤثر في نظرة المجتمع للأقزام حتى اليوم.
"دور العدالة الاجتماعية في تفعيل المواطنة النشطة للأقزام وأثر ذلك على التنمية الاجتماعية – دراسة ميدانية بمدينة سوهاج" – د. وليد محمد عبد الحليم
تتناول الدراسة العلاقة بين العدالة الاجتماعية وتفعيل المواطنة النشطة لدى الأقزام، وأثر ذلك على التنمية الاجتماعية. من خلال دراسة ميدانية على عينة من 25 قزمًا في سوهاج، كشف الباحث عن مشكلات تتعلق بالتمييز، نقص الفرص، وغياب التمكين، مؤكدًا أهمية توفير بيئة عادلة تتيح للأقزام التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية. أوصت الدراسة بتكامل جهود الدولة والمجتمع المدني لتأسيس سياسات دامجة، تعزز الثقة بين الأقزام والمؤسسات، وتدعم دمجهم الكامل في مسارات التنمية.
"دور مقدمي الرعاية التمريضية في تقديم الرعاية المستمرة وتطوير المهارات الحياتية للأطفال قصار القامة – دراسة استكشافية" – د. أمل أحمد إبراهيم
ركّزت على الجوانب الصحية والنفسية للأطفال الأقزام داخل المؤسسات الطبية والتعليمية. أشارت إلى أن الرعاية التمريضية تلعب دورًا محوريًا في دعم النمو النفسي والاجتماعي لهذه الفئة من خلال المتابعة المستمرة، وتعزيز الثقة بالنفس، وتدريبهم على المهارات الحياتية اليومية. وأوصت الدراسة بضرورة إعداد كوادر تمريضية مؤهلة نفسيًا وثقافيًا للتعامل مع الأطفال قصار القامة بما يحقق لهم جودة حياة أفضل.
"نحو دعم مشاركة الأقزام في عملية التنمية في مصر – أهمية التخطيط الإعلامي لدعم المشاركة في عملية التنمية" – د. نادية النشار
تناولت أهمية الدور الإعلامي في تمكين الأشخاص قصار القامة ودمجهم في خطط التنمية المستدامة. ركّزت الدراسة على غياب الأقزام عن السياسات الإعلامية والمحتوى التنموي، مما يسهم في تهميشهم مجتمعياً. وأوصت بضرورة وضع خطة إعلامية وطنية تضمن حضوراً إيجابياً ومنصفاً للأقزام، وتُسهم في تشكيل وعي مجتمعي داعم لحقوقهم ومشاركتهم الفاعلة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية.
للحصول على نسخ كاملة من الأبحاث والدراسات
إذا كنت باحثًا، أو طالب دراسات عليا، أو مهتمًا بمجال قضايا الأقزام في مصر، وتود الاطلاع على النسخ الكاملة من الدراسات العلمية التي تم تلخيصها في هذا المقال، يسعدنا أن نوفرها لك.
✉️ يرجى التواصل معنا عبر البريد الإلكتروني الموضح في صفحة "اتصل بنا"،
وسنقوم بإرسال ملفات الأبحاث كاملة بصيغة PDF في أقرب وقت ممكن.
نؤمن بأن نشر المعرفة هو الخطوة الأولى نحو التمكين والوعي والتغيير.
التوصيات والسياسات المقترحة لتمكين الأقزام في مصر
في ضوء التحليل الشامل للدراسات المقدمة ضمن مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة – الدورة العاشرة، ديسمبر 2018، تتضح الحاجة الماسة إلى حزمة من التوصيات العملية التي تسهم في تمكين الأشخاص الأقزام في مصر، وضمان اندماجهم الكامل في مختلف مناحي الحياة.
- إدراج القزامة بشكل صريح في قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
- ضمان تمتع الأقزام بجميع الحقوق المقررة لفئات الإعاقة الأخرى دون تمييز.
- تهيئة الفصول الدراسية لتناسب احتياجات قصار القامة (مقاعد، سبورات، دورات مياه).
- تدريب المعلمين على أساليب التعليم الدامج والتعامل النفسي مع الطلاب الأقزام.
- إنشاء وحدات دعم نفسي داخل المدارس والمراكز المجتمعية.
- تقديم برامج إرشادية للأسر حول التعامل السليم مع الطفل القزم.
- تفعيل نظام الحصص (الكوتة) في التوظيف الحكومي والقطاع الخاص.
- تشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة بقيادة شباب من قصار القامة.
- إنتاج محتوى إعلامي إيجابي يسلط الضوء على قصص النجاح والتحدي.
- استضافة الأقزام في البرامج الحوارية لإيصال صوتهم ومعالجة قضاياهم.
- دعم الأندية الرياضية الخاصة بفرق الأقزام.
- تشجيع مشاركة الأقزام في الفنون التعبيرية والمسرح والسينما.
- تضمين الأقزام في التعداد السكاني الرسمي.
- إصدار تقارير سنوية ترصد وضعهم في التعليم والعمل والصحة.
- دعم الجمعيات الأهلية المعنية بقضايا الأقزام.
- تمويل مبادرات مجتمعية لرفع الوعي ومحاربة التنمر والتمييز.
الاسئلة الشائعة عن الأقزام
1. كم يبلغ طول الإنسان القزم؟
يُعرّف الشخص القزم طبيًا بأنه من يقل طوله عن 135 سنتيمترًا في مرحلة البلوغ. بعض التعريفات الحديثة تعتبر الحد الأدنى أقل بقليل (130 سم)، لكن 135 سم هو الرقم الأكثر اعتمادًا عالميًا.
2. كم الطول الذي يعتبر قصيرًا؟
يُعتبر الشخص "قصير القامة" إذا كان طوله أقل من الانحرافين المعياريين عن متوسط الطول المناسب لعمره وجنسه. في البالغين، يُعتبر الطول أقل من 150 سم تقريبًا (للنساء) و160 سم (للرجال) قصيرًا، لكن لا يصنف بالضرورة كقزامة.
3. هل يتزوج الأقزام؟
نعم، يتزوج الأقزام تمامًا مثل أي شخص آخر. ولديهم حياة اجتماعية وعاطفية طبيعية، ويمكنهم بناء أسر وإنجاب أطفال. القزامة لا تؤثر على القدرات العاطفية أو الاجتماعية أو القانونية للزواج.
4. هل يمكن لقزمين أن ينجبا طفلاً؟
نعم، يمكن لقزمين الإنجاب، لكن هناك احتمالات وراثية متعلقة بنوع القزامة. إذا كان كلا الوالدين يعانيان من نفس الطفرة الجينية (Achondroplasia مثلًا)، فقد يؤدي ذلك إلى إنجاب طفل مصاب بشكل حاد من القزامة، أو طفل بطول طبيعي، أو طفل بعيوب خلقية نادرة.
5. هل يمكن لزوجين طبيعيين إنجاب قزم؟
نعم، 70–80٪ من حالات القزامة تحدث نتيجة طفرات جينية جديدة في أطفال ولدوا لأبوين طبيعيي الطول. وهذا يعني أن وجود قزم في العائلة لا يشترط أن يكون هناك تاريخ وراثي سابق.
6. لماذا الأقزام لديهم نفس ملامح الوجه؟
بعض أنواع القزامة (مثل القزامة التكوينية Achondroplasia) تؤثر على شكل الجمجمة والعظام، ما يجعل الملامح الوجهية متقاربة مثل الجبهة العريضة أو الأنف القصير. لكنها ليست قاعدة عامة، وهناك أنواع لا تؤثر على شكل الوجه.
7. هل الأقزام أذكياء؟
نعم، القزامة لا ترتبط أبدًا بمستوى الذكاء. الذكاء عند الأقزام طبيعي تمامًا، إلا في بعض الحالات النادرة التي ترتبط بمتلازمات جينية أخرى تؤثر على النمو العقلي والجسدي معًا.
8. هل الأقزام يستطيعون الإنجاب؟
نعم، في معظم الحالات يتمتع الأقزام بقدرة طبيعية على الإنجاب. هناك بعض الأنواع النادرة من القزامة قد تصاحبها مشاكل في الجهاز التناسلي، لكنها لا تمثل الأغلبية.
9. ما هو اسم مرض القزامة؟
أشهر أنواع القزامة هو Achondroplasia (القزامة التكوينية)، وهي ناتجة عن طفرة في جين FGFR3. وهناك أنواع أخرى مثل:
Hypochondroplasia
Spondyloepiphyseal dysplasia
Diastrophic dysplasia
وكل نوع له خصائصه المختلفة.
10. ما هو متوسط عمر الأقزام؟
الأشخاص المصابون بالقزامة يعيشون غالبًا عمرًا طبيعيًا تمامًا. في بعض الحالات، قد تحدث مضاعفات صحية في الجهاز التنفسي أو الهيكلي تؤثر على متوسط العمر، لكنها نادرة نسبيًا وتُدار طبيًا بشكل جيد.
الخاتمة
تُعد قضية الأقزام في مصر من القضايا الإنسانية المتشابكة التي تتقاطع فيها أبعاد الصحة، والنفس، والتعليم، والعمل، والثقافة، والقانون. ورغم التحديات العديدة التي تواجه هذه الفئة، فإن الطريق نحو التمكين والاندماج ليس مستحيلًا، بل يبدأ من الاعتراف الكامل بحقوقهم، وكسر الصور النمطية، وبناء سياسات عادلة وشاملة.
لقد قدمت لنا الدراسات الأكاديمية التي استعرضناها – والمنشورة ضمن مؤتمر التمكين الثقافي لذوي الاحتياجات الخاصة – رؤية علمية وميدانية دقيقة لطبيعة الواقع الذي يعيشه الأشخاص قصار القامة في مصر، وما يحتاجونه من دعم حقيقي، لا رمزي، لكي يصبحوا فاعلين ومنتجين ومؤثرين في مجتمعهم.
إن الأقزام لا يحتاجون إلى الشفقة، بل إلى الفرص. لا يحتاجون إلى نظرة دونية، بل إلى مؤسسات ترعاهم وتدمجهم وتؤمن بإمكاناتهم. والمجتمع الذي يحتضن تنوعه ويحترم اختلافاته هو المجتمع القادر على النمو والازدهار الحقيقي.
فلتكن هذه الأبحاث خطوة أولى نحو خارطة طريق عملية لتمكين الأقزام في مصر، تبدأ بالوعي وتنتهي بالتغيير.
اقرأ: أكثر من 200 بحث ودراسة بمؤتمرات التمكين الثقافى لذوى الاحتياجات الخاصة متاح مجانا