إدارة مؤسسات التربية الخاصة
يعد مجال الإدارة من المجالات المهمة للغاية فى جميع المؤسسات حتى تحقق النجاح والأهداف المنشودة، ومن بينها مؤسسات رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة.
يُعتبر ميدان
ذوي الاحتياجات الخاصة أو التربية الخاصة من الميادين التربوية التي واجهت مجموعة
من التحديات حتى استطاعت أن تنمو وتتطور بسرعة، وتحتل مكانًا بارزًا ومرموقًا في
دول العالم.
![]() |
العميد يوسف تقى الدين مدير مركز رعاية ذوى الاحتياجات الخاصة بالزيتون سابقًا |
إن مؤسسات التربية الخاصة مثلها مثل أي هيئة أو منظمة تقوم على تحقيق أهداف محددة يكون لها بناء تنظيمي يحدد العلاقة بين العاملين داخل المؤسسة، وبين المؤسسة وعملاء المجتمع الذي توجد فيه.
وهذا البناء يتكون من وحدات فرعية مترابطة مع بعضها البعض و تؤدي وظيفة وهدف محدد، من خلال مجموعة من الأفراد العاملين داخل المؤسسة.
ممن لديهم التخصصات والمؤهلات التى تتناسب مع طبيعة العمل بالإضافة لتوافر الموارد سواء كانت موارد بشرية أو مالية أو أجهزة.
فى ظل أنظمة وقوانين لضبط العمل داخل المؤسسة وتضع المؤسسة الناجحة نصب أعينها أهداف متعددة أهمها الحفاظ على استقرارها واستمرارها و تماسك كيانها.
بالإضافة لأهداف أخرى مجتمعيه أو خاصة بالعملاء من تحسين الاداء أوالخدمات المقدمة واهداف خاصة بالعاملين بالمؤسسة، فى ظل سعى دائم لتذليل الصعاب وحل المشكلات التى قد تواجه أي مؤسسة مثل:
- قله الامكانيات المتاحه وخاصه المالية.
- نقص الفنيين وجود أشخاص غير مؤهلين مهنيًا للعمل.
- المعوقات الادارية التقليدية و التعارض بين القيم الإدارية والقيم المهنية.
وتختلف مؤسسات التربية الخاصة عن المدراس العادية فى رسالتها و أهدافها حيث تعني بقطاع كبير ومتنوع ممن يعانون مشكلات سلوكية أو إدراكية أو فكرية أو سمعية أو بصرية أو نطقية أو صعوبات في التعلم.
وتمتاز هذه المؤسسات بقدرتها على إتاحة أفضل بيئة تعليمية من خلال توفير أحدث التقنيات والمعدات التي تساعد الطلاب على استيعاب برنامجهم التعليمي.
ووضع استراتيجيات تعليمية تساعد على تحديد الأولويات الأكثر فعالية في مساعدة الطفل على التعلم ،وتقييم وقياس التقدم التعليمي الطالب بصفة دورية.
من خلال جمع المعلومات من مصادر متعددة حول أداء
الطالب وتنميته في مختلف المجالات المعرفية والسلوكية والتنموية والفيزيائية
وغيرها، لتحقيق النجاح في البرنامج التعليمي و لابد أن تكون هناك رسالة و رؤية و
أهداف محددة لكل مؤسسة.
هى الغرض من أنشاء المؤسسة مثلا: تحسين نوعية حياة الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة والتمتع بالحياة فى ظل رعاية اجتماعية شاملة.
مع تمكينهم من الاندماج فى الحياه العامة برعايتهم وتأهيلهم ومساندة أسرهم تأكيداً على
حقهم الإنساني فى المساواة و تكافؤ الفرص.
هى تلك التصورات أو التوجهات لما يجب أن تكون عليه المؤسسة في المستقبل البعيد، فهي صورة ذهنية للغايات المنشودة التي لا يُمكن تحقيقها في الوقت الحاضر وضمن الظّروف المتاحة.
بينما يمكن استثمار الفرص المستقبلية وتطوير العمل والوصول إليها بعد فترة من الزمن.
حيث تشير إلى
ما تطمح المؤسسة لتحقيقه والوصول إليه من حيث الكفاءة و التمييز و الانفراد مثلا: أن تصبح المؤسسة نموذجًا تنمويًا رائدًا يحتذى به في مجال رعاية ذوي الاحتياجات
الخاصة.
وضع هدف عام مثل: تقديم خدمة متكاملة كنموذج للعمل الخدمي الهادف للأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة وتأهيلهم علميًا وثقافيًا للدمج فى المجتمع.
وخلق بيئة داعمة لتطبيق مفهوم
الدمج للأطفال المستهدفين، بالإضافة إلى وجود خطة عمل لتحقيق أهداف قصيرة الأجل.
وعليه فإن أكثر المؤسسات نجاحًا هي تلك التي
لديها أهداف قصيرة الأجل قابلة للقياس لضمان تحقيقهم لأهدافهم السنوية.
إن إعداد
الهدف ليس حدثًا لمرة واحدة عند صياغة خطة العمل، ولكنه عملية مستمرة. ولا ينبغي
أن يقتصر الهدف حول مقدار الإيرادات التي ترغب المؤسسة في تحقيقها بل يمتد الأمر
ليشمل جودة الخدمة المقدمة و توسيع قاعدة المستفيدين.
والعمل على إتاحة الفرص للأطفال للانخراط في نظام التعليم الخاص كإجراء للتأكيد على مبدأ تكافؤ الفرص في التعليم .
ويهدف بشكل عام إلى مواجهة الاحتياجات التربوية الخاصة
للطفل ذوي الاحتياجات الخاصة ضمن إطار المدرسة ووفقًا لأساليب ومناهج ووسائل
دراسية تعليمية.
ويشرف على تقديمها جهاز تعليمي متخصص، تلك العملية التي تشمل جمع الطلاب في فصول ومدارس التعليم الخاص بغض النظر عن الذكاء أو الموهبة أو الإعاقة أو المستوى الاجتماعي والاقتصادي أو الخلفية الثقافية للطالب.
كما يشمل وضع الأطفال ذوي القدرات والإعاقات المختلفة في صفوف تعليم خاصة
وتقديم الخدمات التربوية لهم مع توفير دعم صفي كامل.
حمل كتاب الإشراف فى التربية الخاصة بلال عودة من
عوامل النجاح الإدارية
كل منا يمارس
الإدارة في أي موقع كان وفي أي مجال يعمل حتى البيت الذي نعيش فيه ونقضي فيه أجمل
أوقات الراحة والإستقرار بحاجة إلى إدارة حتى نتمكن أن نحصل على ساعات الاستمتاع
المطلوبة.
ولا زالت
الإدارة الناجحة تشكل عبئًا ثقيلاً على العديد من أصحاب المؤسسات والجماعات وتعد
عملية شاقة كتسلق الجبال الشاهقة.
بينما هي عند البعض الآخر أراضي سهلية يانعة الخضرة يسهل على المرء سلوكها والتمتع بفنونها.
لذلك فطريق النجاح يبدأ من التفكير
والاستشارة والتخطيط المدروس حتى نصل إلى الأهداف بأقل جهد وبأسرع وقت وبأفضل ثمار، والإدارة الناجحة تعتمد على التخطيط الجيد.
لا شك أن
التخطيط المدروس أساس العمل الناجح والإدارة البارعة هي التي تتمتع بتخطيط حكيم
يوازن بين الإمكانات المتاحة والطموحات، ويتم ذلك من خلال :
1- فهم وتحليل
الإمكانات المتاحة سواء البشرية أو المادية.
تحديد ما
ينبغي القيام به الآن وما ينبغي القيام به في المستقبل أي نبدأ بالاهداف القريبة
السهل أنجازها مثال: خدمة سن معين من الأطفال حاملي متلازمة داون، وبعد النجاح فى
هذه الخدمة تطور لتشمل جميع الفئات العمرية .
2- رسم
منهجية العمل من خلال الموازنة بين الإمكانات والطموحات.
3- تقييم
الإنجاز والأداء ووضع الحلول للأزمات الطارئة أو تطوير الأساليب الموضوعة وبتعبير
آخر متابعة التنفيذ ومطابقته على الخطّة.
4- تقسيم
العمل وأدواره وتوزيع المهام الأساسية ثم اختيار الفرد المناسب أو الجماعة
المناسبة التي تجيد إنجاز المهمات أو يمكن أن تسهم في إنجازها بشكل ناشط فعّال.
التوجيه الناضج والدفع المستمر والتعامل الحسن مع العاملين من خلال تعريف العاملين بالأهداف بوضوح بما ينبغي أن يقومون به من مهام وأدوار ثم توزيع هذه الأدوار بقناعة وإيمان.
والعمل على بث الحماس في النفوس ليؤودّوا أعمالهم بطريقة ممتازة فى
ظل المتابعة المستمرة الحكيمة.
مما يتطلب من
الإدارة أن تبقى عيناها مفتوحتين لإعطاء الملاحظات والتوجيهات وتتأكد من طريقة
إنجاز المهام ومن ثم متابعة مستوى التقدم الحاصل في ذلك مقارنة مع الوقت والتكاليف
المبذولة في ظل الخطّة الموضوعة.
أي متابعة التفاصيل أول بأول ليكون حضور الإدارة
فاعلاً ونشيطًا، مع التقييم المستمر لأداء العاملين ومتابعة أسباب الفتور أو
العجز وتطوير الناشط منهم.
فى ظل النقاط
السابقة تبقى الإدارة بحاجة إلى وقفات بين آونة وأخرى لملاحظة سير العمل في
الاتجاه العام وموازنة الخطط والطموحات مع مستوى الأداء، لتكون مرحلة تقويم
وموازنة.
إذ لا يكفي أن
ترسم الإدارة هدفًا وتضع خطة وتمشي في اتجاه الهدف وإنما لابد لها أن تعرف أيضًا
كيف تضمن الوصول إلى الهدف.
لا شك أن هذه الخطوات هي مهمة المدير والإدارة
الطموحة ولا يتحقق ذلك ما لم يجمع المدير مستشاريه ومشاركة كل من يمكن أن يسهم في
تكاملية الخطّوات ومنهجيتها بشكل إيجابي وفعّال.
وعليه فإن
الإدارة عملية دائرية تتكامل فيها كل الوظائف والأدوار على اختلاف المراتب وتعتمد
بعضها على البعض الآخر لتشكّل حلقة دائمة الدوران في البعدين العمودي والأفقي.
تصميم المبنى بشكل يسهل الحركة و ترتيب الفصول وتوفير الادوات و الوسائل التعليمية و خاصة المجسمات فضلاً عن توافر وسائل التعليم التكنولوجية.
مثال (البرمجيات – أجهزة
الاستماع والقراءة والكتابة – والشاشات التي تعمل باللمس أوالذبذبات بمعامل
الأوساط المتعددة).
عندما تسوق
لخدمات المؤسسة يجب التركيز أكثر على
الجانب المعلوماتي وتفاصيل الخدمة، وعرضها
بالطريقة التي تظهر الفائدة منها والقيمة التي سيحصل عليها جمهور
المستفيدين.
فضلا عن دراسة البيئة المحيطة عن طريق مجموعة من الوسائل والطرق المختلفة من أجل تعريف جمهور المستفيدين بمميزات المؤسسة و انفرادها والخدمات التي
تقدمها.
من خلال الاعلانات على شبكة الانترنت و شبكات
التواصل الاجتماعي وعادة ما تحصل المؤسسة على أكبر قدر من النجاح من خلال جهودها
التسويقية.
التعرف على فئة المستفيدين:
واحدة من أفضل
الخصائص التي يمكن أن تمتلكها المؤسسات الناجحة هي معرفة خصائص عملائها وتوفير
الخدمة التي يبحثون عنها سواء كانت (خدمة تعليمة – تدريبية- علاجية – ثقافية –
أنشطة...)
فكلما زادت معرفة المؤسسة بفئة المستفيدين
واحتياجاتهم واستطاعت أن توفر أكبر قدر من الخدمات المتميزة زادت فعالية نجاح
المؤسسة.
ويأتي ذلك من
خلال التحدث إلى العملاء ودراسة احتياجاتهم وتبادل الخبرات مع المؤسسات الأخرى
الناجحة العاملة بمجال التربية الخاصة، وبهذه الطريقة يمكن الحصول على صورة قيمة
لما هو مهم بالنسبة لهم .
عوامل النجاح الفنية
فريق العمل
اختيار فريق على كفاءة عالية من حاملي المؤهلات التخصصية في مجال التربية الخاصة. ممن لديهم قدر كبير من الصبر و الخبرة، والإيمان بقدرة الطفل ذوى الاحتياجات الخاصة على التعلم إذا توفرت له الظروف المناسبة.
والقدرة على ملاحظة سلوكيات وتصرفات
التلاميذ القدرة الكافية على ابتكار الوسائل والأساليب التي تسهل على الطلبة
دراستهم.
- العمل بروح
الفريق الواحد، وعدم الاهتمام بالجانب الشخصي على حساب المصلحة العامة للمؤسسة، وذلك عن طريق وجود
احترام وتآخٍ ضمن أعضاء الفريق، واتباع أساليب المنافسة الشريفة الاخلاقية.
- القدرة على
حل المشكلات ومواجهة الاختلافات التى قد تنتج بين فريق العمل
- تنظيم الوقت
واحترامه والالتزام به والحرص على تقديم خدمة تعليمية أو تدريبية مميزة
تنمية مهارات
فريق العمل بشكل مستمر من خلال التدريب وتبادل الخبرات والاطلاع على كل ما هو
جديد في المجال لضمان الجودة.
ولكي تنجح المؤسسة يجب أن تخصص جزء من الموارد والوقت لتدريب موظفيها لضمان أن يتمكن الجميع من العمل بفعالية وكفاءة.
والحرص على التعلّم المستمر، وذلك من خلال اكتساب معارف
واتجاهات ومهارات جديدة واستخدام التقنيات الحديثة وغيرها.
لايمكن
للتغيير الحقيقي فى مستوى الطالب أن يحدث إلا من خلال التعاون بين البيت و المؤسسة
ولا يستطيع المعلمون وحدهم أن يلبوا الاحتياجات المتعددة والمعقدة للأطفال بمعزل
عن الأسرة.
حيث لا يحدث تعلم ونمو الطفل في بيئة أحادية ومن دون تأثير من مصادر متعددة، حيث يتعلم الطفل وينمو، ويتطور في كل من البيت والمؤسسة.
وليس هناك حدود واضحة المعالم بين تجارب البيت والمدرسة بالنسبة للأطفال، وإنما هناك خاصية تبادلية التأثير بين الخبرات في هاتين البيئتين.
الاهتمام بالانشطة و الترفيه:
وضع مجموعة من
الأنشطة والفعاليات والبرامج الترفيهية يعدها مختصون وتعتمد على استخدام وسائل
متنوعة مثل الموسيقى والألعاب والرياضة والفنون المتنوعة بما في ذلك التمثيل
والدراما والرسم والتلوين.
مما يساعد على تنمية المهارات و تفجير المواهب و
شغل أوقات الفراغ وبالتالي الحد من الإحساس بالعجز أو عدم الثقة بالنفس والاكتئاب
والمشاعر السلبية الأخرى والتي تؤثر بشكل سلبي على تطور القدرات.
تعد القدرة على التغيير والتكيف أمرًا بالغ
الأهمية في ظل تعدد المؤسسات التي تعمل في مجال التربية الخاصة ويتم ذلك عن طريق
التقويم المستمر لخطة العمل وتكييفها لضمان تحقيق الرؤية التي تم تحديدها مسبقاً .
كلما استطاعت مؤسسات التربية الخاصة أن تحقق العوامل السابقة واستطاعت أن ترتقى بالخدمات وتطوير منها كانت أقرب إلى الوصول إلي النجاح و من ثم التمييز و الإنفراد.
الكلمات الدلالية:
اكتب تعليق